هل من يمارس العادة السرية يكون ممن لم يحفظوا فروجهم؟

0 175

السؤال

عمري 18 عاما، وفي الثالث الثانوي، ولم أكن أعرف ما هي العادية السرية، وكنت أخاف أن أعمل شيئا بنفسي، فقال لي أصدقاء السوء عنها وقالوا لي جربها، وبعد إلحاح جربتها فأعجبتني وصرت أعملها كل ما أغتسل، وبهذا لم أصن فرجي، ومن مات يصون فرجه دخل الجنة، فها أعتبر لم أصن فرجي؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله قد حض المسلم على حفظ فرجه ووعده الجنة إذا حفظ فرجه، فقد قال الله تعالى: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون {المؤمنون: 1ـ11}.

 وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند وغيره، ولفظه كما في المسند مرفوعا: اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم. والحديث حسن، كما قال الأرناؤوط، والألباني في السلسلة.

وقد روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه، أضمن له الجنة.

وأما من يمارس العادة السيئة: فلا يعتبر من الحافظين لفروجهم، وتحريم الاستمناء هو مذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدل هؤلاء العلماء الذين لا يحصون كثرة بقوله تعالى: والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون {المؤمنون: 5-7}. 

قال الإمام الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أضواء البيان: ذكر جل وعلا في هذه الآيات الكريمة: أن من صفات المؤمنين المفلحين الذين يرثون الفردوس ويخلدون فيها حفظهم لفروجهم: أي من اللواط والزنى، ونحو ذلك، وبين أن حفظهم فروجهم، لا يلزمهم عن نسائهم الذين ملكوا الاستمتاع بهن بعقد الزواج أو بملك اليمين، والمراد به التمتع بالسراري وبين أن من لم يحفظ فرجه عن زوجته أو سريته لا لوم عليه، وأن من ابتغى تمتعا بفرجه وراء ذلك غير الأزواج والمملوكات فهو من العادين، أي المعتدين المتعدين حدود الله، المجاوزين ما أحله الله إلى ما حرمه الله. انتهى كلامه.

وقال أيضا: اعلم أنه لا شك في أن آية: قد أفلح المؤمنون ـ هذه التي هي: فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ـ تدل بعمومها على منع الاستمناء باليد المعروف بـ(جلد عميرة)، ويقال له الخضخضة، لأن من تلذذ بيده حتى أنزل منيه بذلك قد ابتغى وراء ما أحله الله، فهو من العادين بنص هذه الآية الكريمة المذكورة هنا وفي سورة سأل سائل، وقد ذكر ابن كثير: أن الشافعي ومن تبعه استدلوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد، وقال القرطبي: قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز، قال: سألت مالكا عن الرجل يجلد عميرة فتلا هذه الآية: والذين هم لفروجهم حافظون، إلى قوله: العادون. اهـ.

وبناء عليه، فتلزمك التوبة مما سبق، وحمل النفس على البعد عن هذه العادة، واستعن بالله، واسأله أن يرزقك العفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة