السؤال
أعاني من الوسواس ويخف.... ووسواس النية لم أستطع التخلص منه، فمرة يظهر لي عند تكبيرة الإحرام، ومرة عند قلب صلاة الفرض سنة عندما أبدأ في الصلاة، وأحيانا عندما أقول أذكار الصلاة 3 يأتيني وسواس مرة أنني إن نويتها تكون للصلاة وإن كانت ثمة زيادة تكون للسنه وأخيرا عندما قرأت أن الاستعاذة تكفي في أول الصلاة قبل الفاتحة، وبعد الفاتحة قبل السورة فقط نذكر البسملة، وأنا قد تعودت أن أقول الاستعاذة بعد تكبيرة الإحرام، ومن ثم البسملة والفاتحة، وبعد الفاتحة أعيد الاستعاذة والبسملة وأقرأ السورة، وبذلك تأتيني فكرة أنني أزيد الاستعاذة بعد الفاتحة، وهي ليست من الصلاة، فأضطر لسجود السهو بعد كل صلاة خوفا من أنني قلتها سهوا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس، وشكوك, ومن أنفع علاجها هو الإعراض عنها، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 3086.
ثم إن النية أمرها يسير، فما عليك إلا أن تستقبلي القبلة وتحضري في قلبك الصلاة التي تريدين أداءها ثم تسارعين بتكبيرة الإحرام دون تردد، ولا بد من مجاهدة النفس والاجتهاد في مدافعة الوساوس حتى يعافيك الله تعالى، وبخصوص ما يخطر ببالك من قلب الفريضة إلى سنة, فهذا من تأثير الوساوس, ولا تلتفتي إليه, ولا يبطل صلاتك، فإن من كثر شكه لا يلتفت إلى ما شك فيه, وصلاته صحيحة, جاء في الإنصاف للمرداوي: من كثر منه السهو، حتى صار كالوسواس، فإنه يلهو عنه، لأنه يخرج به إلى نوع مكابرة فيفضي إلى الزيادة في الصلاة، مع تيقن إتمامها، ونحوه فوجب اطراحه. انتهى.
أما الاستعاذة: فهي مستحبة في الركعة الأولى عند بعض أهل العلم, وقال بعضهم باستحبابها في كل ركعة, والبعض قال بكراهتها في الفرض, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 55599.
وما أقدمت عليه من الاستعاذة بعد تكبيرة الإحرام, أو بعد الفاتحة, كل ذلك من الإتيان بذكر مشروع في غير محله لكنه لا يبطل الصلاة, ولا يترتب عليه سجود سهو, مع أن زيادة سجود السهو جهلا لا تبطل الصلاة, وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 178967.
وتبين مما سبق أن صلاتك صحيحة على كل حال, ولا إعادة عليك، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 139735.
والله أعلم.