السؤال
هل تنطبق صفة المنافقين على المبتدعة، لأنهم غالبا يستخدمون العاطفة مع أهل السنة والجماعة الذين يسكنون معهم في الموطن ويظهرون بأنهم لا يفعلون إلا العمل الصالح معهم، ولكنهم يحملون في قلوبهم الغل والحقد، ورأينا ذلك في كثير من البلدان الإسلامية؟ وهل يجب الحذر منهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرت يعتبر من سمات المنافقين، وقد حذرنا الله تعالى من الانخداع بحالهم، فقال تعالي: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون {آل عمران:118}.
ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط {آل عمران:119 ـ120}.
قال السعدي: ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يتخذوا بطانة من المنافقين من أهل الكتاب وغيرهم يظهرونهم على سرائرهم أو يولونهم بعض الأعمال الإسلامية، وذلك أنهم هم الأعداء الذين امتلأت قلوبهم من العداوة والبغضاء فظهرت على أفواههم: وما تخفي صدورهم أكبر ـ مما يسمع منهم، فلهذا: لا يألونكم خبالا ـ أي: لا يقصرون في حصول الضرر عليكم والمشقة وعمل الأسباب التي فيها ضرركم ومساعدة الأعداء عليكم، قال الله للمؤمنين: قد بينا لكم الآيات ـ أي: التي فيها مصالحكم الدينية والدنيوية: لعلكم تعقلون ـ فتعرفونها وتفرقون بين الصديق والعدو، فليس كل أحد يجعل بطانة، وإنما العاقل من إذا ابتلي بمخالطة العدو أن تكون مخالطة في ظاهره ولا يطلعه من باطنه على شيء ولو تملق له وأقسم أنه من أوليائه.... اهـ.
وراجع في معرفة المزيد من التفصيل في أنواع النفاق وصفات المنافقين الفتاوى التالية أرقامها: 1854، 19692، 30749، 29642، 5815، 194889.
والله أعلم.