مسائل في الكحول واستعمالاتها واستحالتها

0 8190

السؤال

عند النظر في مكونات أي كريم للجلد، والبشرة، أو الشامبو تجد من ضمن المكونات:
CetearylAlcohol هو مركب كيميائي، من تركيب جزيئي معين، بناء على الكربون، والأكسجين.
أعدت أصلا من الكحوليات الدهنية، والدهون، والزيوت بنسبة التحلل، التي تنتج الأحماض الدهنية. كانت هذه المهدرجة، ثم لتشكيل الكحول الدهنية، أشكال أكثر كفاءة من الهدرجة، تمكن الكحوليات الدهنية التي سيتم تشكيلها مباشرة من الدهون الثلاثية (الزيوت النباتية).
سيتريل الكحول هو مستحلب رائع. في الكريمات، والمستحضرات، سيتريل الكحول في تركيبة مع المكونات الأخرى في الصيغة (مثل ثلاثي إيثانول أمين، وحمض دهني) يشكل مستحلبا.
كذلك cetyl alcohol، أو ما يعرف بالكحول الميثيلي، وهو سيتيل الكحول، هو عامل سماكة مواد التشحيم، واستخدامها في مجموعة متنوعة من المنتجات، هو مادة دهنية اصطناعية مصنوعة من الزيوت، التي تقلل من التوتر السطحي للسائل. وجدت أنه الأكثر شيوعا في الشامبو، والمكيفات؛ لأنها يمكن أن تجعل الشعر على نحو سلس وناعم. كما يستخدم أيضا لرشاقته المستحضرات، ومستحضرات التجميل الأخرى، وكذلك التشحيم، وقطع غيار الآلات الصناعية، مثل البراغي، والسحابات. يستمد اسم سيتيل من زيت الحوت. هو الكحول الدهنية، مع صيغة CH3 (CH2) 15OH
تحتوي هذه المادة الكربون 16، مما يجعله أكثر زيتا من العديد من أنواع الكحول الأخرى. هذا يساعد على إعطاء المنتجات رطوبة، وهو أمر جيد عندما يكون الهدف هو جعل الجلد، أو الشعر لينا وناعما، ولكن يمكن أيضا جعل الشعر، أو الجلد نجسا. والزيتية إذا يبالغ تكوين سيتيل الكحول أيضا، تجعل من سماكته فعالة. لديها القدرة على زيادة لزوجة مادة، وهي العملية التي تسمى مستحلب، الأمر الذي أدى إلى أن تبدو أكثر سمكا، وللحفاظ على تماسك أفضل. يمكن استخدام المستحلبات لزيادة الاستقرار من مادة عن طريق الحفاظ على مكونات unmixable في ذلك، فرقت بالتساوي في جميع الأنحاء، بدلا من فصلها مثل النفط، والمياه.
هذا مقتبس من ترجمة لتلك المواد؛ إذ إن أنواع الكريمات، والمنظفات تقريبا فيها هاتان المادتان (يعني ما تعم به البلوى)
أنا لا أعلم هل هي حقيقة كحول، أم أن اسم المركب فقط يشبه اسم الكحول. قمت بتذوق كريم الجلسرين لدي، فوجدت أن به طعما من اللذعة التي تجدها في العطر عندما يرش في الفم، هو نفس الطعم, وهذا يعني أن العطور تحتوي كذلك على مثل هذه المركبات.
وتفحصت باقي الكريمات لدي مثل جونسون، ونيفيا وجلسرين كلها تحتوي على نفس المادة.
ما جعلني أبحث في الأمر، هو أني كنت أود شراء كريم جلسوليد، فقلت أبحث عنه قبل شرائه، وعن فوائده قبل أن استخدامه؛ فقد لا يناسبني. لم أجد أي شيء بخصوص تركيبة مادة الجلسوليد، ولكني قرأت من بعض المنتديات أن به دهن خنزير، فتراجعت عنه.
أما عن مادة الجلسرين، أو الجليسرين، هو سائل لزج، له طعم حلو، هيجروسكوبي، ليس له رائحة، أو لون. الجليسرول هو كحول سكري، وسبب ذوبانه في الماء هو وجود ثلاث مجاميع هيدروكسيل كحولية (-OH).
وهذه مادة الجلسرين لا أعتقد أن كريما يخلو منها.
السؤال :أنا أعرف أنك مختص في العلم الشرعي، ولم أجد كيميائيا حتى أسأله هذا السؤال: (هل هذه المركبات من الجلسرين، والكحول الميثلين وسيتريل الكحول هي مركبات لا علاقة لها بالكحول، وإنما التشابه في الاسم فقط)؟
السؤال الثاني الذي أوجه للكيميائي: (هل عند خلط الجلسرين، أو الكحول الميثلي، أو سيتريل الكحول في أي حمض من الأحماض، يتحول من مادة إلى مادة أخرى )) بمعنى (لو جزمنا أن هذه المركبات نجسة، لكن لو وضعنا عليها مادة أخرى مثل الأحماض هل تتحول لمادة أخرى طاهرة غير تلك المادة ).
السؤال للكيميائي: (هل الكريمات التي بين أيدينا، والشامبوهات وغيرها من المنظفات التي تحتوي على هذه المواد اللازمة عند خلطها بمواد أخرى، تتحول لمادة أخرى في ماهيتها، وتركيبتها)
لأنني أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحرم (الخل ) رغم أنه يمر بمرحله التخمير (يعني أنه كان خمرا، وأصبح خلا )
وهذا يعني بالضرورة أن الخل مر بمرحلة نجسة وهي الخمر، ثم تحول لمادة طاهرة وهي الخل، ولم يحرمه الرسول صلى الله عليه وسلم رغم مروره بالمرحلة النجسة.
السؤال: أردت أن أعرف كيف يمكننا الحصول على زيت النعناع؛ لأني قرأت عن فوائده، وكان من ضمن المراحل التي يمر بها حتى نحصل على الزيت (أنك تضع أوراق النعناع في مشروب كحولي صالح للشرب، يعني (خمرا) لعدة شهور، ثم تفصله عنه، يعني تصفي الكحول من النعناع، وتأخذ هذا النقيع الكحول الذي نقع فيه النعناع، وتضعه في الفريزر، بعدها تجد أن الكحول انفصل عن الزيت، يعني الزيت يطفو على السطح، والكحول في الأسفل )
فأنا ليس لدي علم شرعي كفاية، ولكن من استنتاج أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحرم الخل, وانفصال الكحول عن الزيت، حكمت على هذا الزيت أنه( طاهر ).
فهل استنتاجي صحيح؟
أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما كان يحتاج إلى حكم أهل الاختصاص من الكيميائيين، أو الصيدلانيين، أو غيرهم، إنما يرجع فيه إليهم، وليس عندنا في ذلك ما يمكننا الاعتماد عليه!

ومن حيث الجملة، فإنه ليس كل ما يسمى كحولا عند الكيميائيين، يكون مسكرا لمجرد دخوله تحت مجموعة الكحوليات، كما سبق أن نبهنا عليه في الفتوى رقم: 156733.
ومما يحتاج إلى حكم أهل الاختصاص: مسألة استحالة الكحول المسكر أثناء التصنيع، إلى مادة أخرى غير مسكرة، فإن ذلك يكفي لتغير الحكم. وقريب من ذلك السؤال عن نسبة وجودها، وأثرها في حال عدم الاستحالة، فإنها إن كانت قليلة لا يظهر أثرها في لون الدواء، ولا طعمه، ولا ريحه، فلا حرج في استعماله.

ويحسن هنا أن ننقل الفقرة التالية من قرار مجمع الفقه الإسلامي، ونصها:  يجوز استعمال الأدوية المشتملة على كحول بنسب مستهلكة، تقتضيها الصناعة الدوائية، التي لا بديل عنها، بشرط أن يصفها طبيب عدل، كما يجوز استعمال الكحول مطهرا خارجيا للجروح، وقاتلا للجراثيم، وفي الكريمات، والدهون الخارجية. اهـ. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لو خلطت بالكحول المسكرة، جاز استعمالها إذا كانت نسبة الكحول قليلة، لم يظهر أثرها في لون الدواء، ولا طعمه، ولا ريحه، وإلا حرم استعمال ما خلط بها. اهـ. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 118067، 126042 .

وأما مسألة الخمر إذا تخللت، ففي حكمها تفصيل، فإذا تخللت بنفسها، جاز استعمالها، وإذا كان ذلك بفعل آدمي، لم يجز استعمالها؛ وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 109628، 204487.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة