السؤال
هل إذا ذكرت الله أو قرأت القرآن عند شعوري بالضيق أو التعب النفسي أكون قد أسأت للذكر أو القرآن لأني بذلك ألجأ إليهما كعلاج نفسي؟
رجاء التوضيح.
هل إذا ذكرت الله أو قرأت القرآن عند شعوري بالضيق أو التعب النفسي أكون قد أسأت للذكر أو القرآن لأني بذلك ألجأ إليهما كعلاج نفسي؟
رجاء التوضيح.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيشرع للمسلم عند كربه وضيقه أن يفزع إلى ذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن، أو الصلاة، وليس في هذا إساءة للعبادة، بل هو أمر مستحب جاء به الشرع، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. رواه أبو داود، ومعنى "حزبه أمر" أي نزل به أمر مهم أو أصابه غم، وكان يفزع إلى الذكر والدعاء عند الكرب ففي مسند أحمد من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ثم يدعو.
وكان يرقي يعالج نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين إذا مرض ففي مسند أحمد عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث قالت عائشة فلما ثقل جعلت أنفث عليه بهما وأمسح بيمينه التماس بركتها. اهــ
وكان أيضا يعلم أصحابه الفزع إلى ذكر الله تعالى عند الكرب ففي مسند أحمد والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان ـ واللفظ لأحمد ـ عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين. اهــ
وعلمنا صلى الله عليه وسلم دعاء الهم والحزن لنفزع إليه فقال صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد.
والله تعالى أعلم.