السؤال
هل يجوز سماع صوتيات الرقية الشرعية داخل الماء المقروء بالسدر في الحوض في الحمام، ولكن مع سماعات؟
هل يجوز سماع صوتيات الرقية الشرعية داخل الماء المقروء بالسدر في الحوض في الحمام، ولكن مع سماعات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السؤال ليس واضحا، وإن كان المراد عندك: أنك تغتسل داخل الحمام في حوض يوجد به ماء وسدر، فإن الاغتسال بهذا الماء لا حرج فيه؛ فقد نقل عن وهب بن منبه في علاج السحر: أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر، وتدق بين حجرين, ثم تضرب بالماء, ويقرأ عليها آية الكرسي. كذا حكى الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر، وابن حجر العسقلاني في الفتح.
وأما عن سماع القرآن المسجل وأنت داخل الحمام: فقد سبق أن ذكرنا بالفتويين: 19483, 183929 أنه لا حرج في سماع القرآن لمن كان في الحمام، إذا كان الجهاز الذي يصدر منه الصوت خارج الحمام، وأنه يمنع ذلك إذا كان الجهاز الذي يصدر منه الصوت داخل الحمام؛ لأن القرآن والذكر يجب تعظيمهما، وليس ذلك من تعظيمهما، فقد قال الله تعالى: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب {الحج:32}.
وقد روى أصحاب السنن: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد دخول الخلاء نزع خاتمه، وكان نقش خاتمه: محمد رسول الله.
وقال العلامة خليل المالكي في المختصر: وبكنيف نحى ذكر الله..
وقال الإمام النووي في المجموع: وإذا أراد دخول الخلاء ومعه شيء عليه ذكر الله تعالى, فالمستحب أن ينحيه.
وقال الدردير عند قول صاحب المختصر: وبكنيف نحى ذكر الله: أي: بعد ذكر الله تعالى ندبا في غير القرآن، ووجوبا في القرآن، فتحرم عليه قراءته فيه مطلقا... اهـ.
وقد سئل الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله- في اللقاء الشهري هذا السؤال: عندي في البيت جهاز تسجيل كبير يسمع من بعد، هل يجوز لي أن أدخل دورة المياه، والجهاز يشتغل، وقد يكون فيه قرآن أو محاضرة أو غير ذلك، أم لا بد أن أغلقه، علما أن مكانه بعيد عن دورة المياه؟
الجواب: لا حرج في هذا؛ يجوز للإنسان أن يضع المسجل خارج الحمام، وهو يستمع إليه، وقد ذكر عن جد شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو: عبد السلام، أنه كان يأمر فتاه أو ابنه أن يقرأ عليه، وهو في بيت الخلاء؛ حفاظا على الوقت، ولعل هذا من الأمر النادر، لأني لا أظن أن عالما يفعل هذا دائما، لكن لعله يريد أن يراجع مسألة من المسائل يريد أن يحققها، ففعل هذا الفعل، مع أننا نقول بالجواز لكن تركه أفضل، لماذا؟ لأن الإنسان إذا كان يستمع إلى حديث يعجبه فربما يطيل الجلوس على قضاء الحاجة؛ لأنه انسجم مع هذا الذي يسمع، ربما يجلس ساعة أو ساعتين. انتهى.
والله أعلم.