السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن من مسلمي فلسطيني ال 48 نسكن مع الصهاينه أخلاقنا بدأت تنحرف من المخالطة معهم ماذا نفعل؟ وبارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن من مسلمي فلسطيني ال 48 نسكن مع الصهاينه أخلاقنا بدأت تنحرف من المخالطة معهم ماذا نفعل؟ وبارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخير ما يعينكم على عدم التأثر باليهود في أخلاقهم، عدة أمور عملية تحفظ الشخصية الإسلامية:
أولا: أن تقيموا علم الولاء والبراء في قلوبكم، والذي يعني وجوب محبة المؤمن ونصرته وبغض الكافر وعداوته، قال تعالى: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير [الممتحنة:4].
فمن الركائز التي تتميز بها شخصية المسلم الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حاد الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين.
ومن الآثار الحميدة لعقيدة الولاء والبراء أنها تمنع شخصية المسلم من الذوبان في غيرها.
والمتأمل في القرآن الكريم يقف على آيات كثيرة تؤيد هذا المعنى وتؤكده، كقول الله تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم [التوبة:71].
وكقول الله تعالى: إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم* ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم [محمد:25-26].
ثانيا: الحذر من التشبه باليهود: وسواء كان التشبه بهم في لباس أو طريقة كلام، أو قصة شعر ونحو ذلك مما هو من خصائصهم التي تميزهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود، وقال عنه الألباني رحمه الله: حسن صحيح. صحيح أبي دواد 2/761.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة. رواه البيهقي.
ثالثا: معرفة ما أعد الله لهم من سوء العذاب بسبب ما هم عليه من الكفر في الاعتقاد والفسق في الأعمال، وأنهم بذلك استوجبوا لعنة الله ورسوله، قال الله تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون [المائدة:78].
رابعا: عدم الاختلاط بهم إلا من ضرورة، لأن الاختلاط بهم داع إلى مشاكلتهم في أخلاقهم لأن الطباع سراقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أحمد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه الترمذي وأبوداود.
خامسا: استحضار جرائمهم من قتل الأنبياء والأبرياء والغدر في العهود واحتقار غيرهم من الأمم والسعي في الأرض بالفساد، إلى آخر ما حفل به سجلهم عبر التاريخ وإلى اليوم، كما هو مشاهد، وأهل فلسطين في هذا العصر لهم النصيب الأوفى والحظ الأكبر من جرائمهم، ففي هذا أعظم تنفير لكم من التأثر بهم.
سادسا: الحرص على إقامة الواجبات، وترك المحرمات، كالحرص على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.... إلى غير ذلك من أركان الإسلام، وكالحرص على الائتمار بينكم بالمعروف والتناهي عن المنكر، وأمر النساء بالحجاب، والعناية بتربية الأولاد تربية إسلامية، وكذلك الحرص على الابتعاد عن التعامل بالربا والتجارة في المحرمات، والاستماع إلى الغناء ..... إلى آخر ما يلزم المسلم الانتهاء عنه.
سابعا: الحرص على الترابط وإقامة علاقات وصلات جيدة بينكم خاصة، ومع باقي المسلمين عامة، فهذا من شأنه أن يوحد أمركم ويقوي عزمكم، ويعينكم على مواجهة عدوكم، قال صلى الله عليه وسلم: المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا. وشبك بين أصابعه. رواه مسلم.
وقال أيضا: عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. رواه أحمد.
ثامنا: أن تعتزوا بإسلامكم وإيمانكم، كما قال الله تعالى: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين [فصلت:33].
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: إنا كنا أذل قوم، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به، أذلنا الله. رواه الحاكم وغيره، وصححه الألباني رحمه الله.
وأن تعلموا أن ما عليه الكفار من يهود وغيرهم من تقدم مادي ومناهج وفلسفات، مهما زينوه وبهرجوه، ففيه من الخلل والفساد بسبب كفرهم ما يمنع اكتمال نفعهم به، فلا ينبغي للمسلم أن ينبهر بهم، ولهذا شبه الله الكفار بالأنعام السارحة؛ فقال تعالى: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون [البقرة:171].
وقال تعالى: إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا [الفرقان:44].
يسر الله أمركم، وأهلك عدوكم، وأعانكم على أنفسكم.
والله أعلم.