السؤال
إذا كان هناك شخص يقاطعني، وأنا لا أريد مقاطعته، وأحدثه فلا يجيبني، فهل علي إثم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يقاطع أخاه المسلم ويهجره فوق ثلاث إلا لوجه شرعي، لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا, وخيرهما: الذي يبدأ بالسلام" رواه البخاري, ومسلم.
ولكن الشخص إذا كان لا يريد مقاطعة غيره، أو يريد حل القطيعة بينه وبين غيره، وهذا الغير لا يقبل الصلة، ويمتنع عن الإجابة إذا حدث، فإن الإثم يكون على المقاطع دون غيره. وانظر الفتوى رقم: 138479, وما أحيل عليه فيها، وهي بعنوان: إثم القطيعة على المصر عليها.
وعليه؛ فما دمت قد حاولت جاهدا إعادة الصلة بمن يقاطعك فليس عليك إثم، بل أنت خير المتقاطعين، وبمحاولتك الصلة تنحل القطيعة من جهتك إن وجدت، وأنت مأجور على ذلك -إن شاء الله تعالى-، ويبقى الإثم على الشخص المصر على القطيعة.
والله أعلم.