السر في تقديم الأموال على الأولاد في القرآن والعكس

0 398

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم ماهي الحكمة في تقديم حب المال على البنين في قوله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدينا )لأننا نرى بعض الناس وخصوصا الذين يمتلكون المال الكثير ولم يرزقهم الله بالبنين، أنهم مستعدون لدفع أي مبلغ للأطباء( وخصوصا على طفل الأنابيب) وحتى إذا خيرنا أي إنسان عادي بالمال الكثير أو عدم الإنجاب لاختار الإنجاب على المال ؟ وجزاكم الله خيرا.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من وجوه الإعجاز البياني في القرآن الكريم أن كل لفظة موضوعة بما يتناسب مع سياقها وموضوعها، فترى الكلمة قدمت في موضع وأخرت في موضع آخر تناسبا مع سياقها وموضوعها وغرضها، فليس التقديم والتأخير والتكرار عبثا أو هدرا.
ومن ذلك ما ذكرته في سؤالك عن قوله تعالى في آية الكهف: المال والبنون زينة الحياة الدنيا [الكهف:46].
ونظير ذلك قوله تعالى في آية التغابن: إنما أموالكم وأولادكم فتنة [التغابن:15].
في حين أنك تجد تقديم البنين على المال في آية آل عمران في قوله: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة [آل عمران:14].
والحكمة في هذا التأخير وذاك التقديم أن السياق يقتضيه، فنجد تقديم المال على الولد حيث تكون الفتنة والإغراء والزينة والاستعانة، وذلك لأن المال قوام الحياة والزينة أشد فتنة من فتنة الولد فقدم عليه.
وحينما يكون السياق عن الحب والمحبة يقدم الولد على المال لأنه الأحب إلى الرجل -كما ذكرت في سؤالك- ولذلك تجد تقديمه على المال في آية آل عمران حيث قال الله تعالى: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب [آل عمران:14].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة