تسوية الصفوف في صلاة الجماعة

0 178

السؤال

في صلاتي في المسجد النبوي والمسجد الحرام حينما نصلي في الساحات ألاحظ أن السيدات يحجزن الأماكن بجلوسهن، ثم إذا وقفن للصلاة تتسع الفرج بينهن، وحينما أريد أن أتقدم لسد الفرجة في الصف الذي أمامي أجد فرجة أخرى في الصف الذي يسبقه، فحتى لا أؤخر الصلاة أتركها ولا يتقدم أحد ولا يقربن من بعضهن لسد الفرج، والكثيرات لا يهتممن بمساواة الصف، وتتعمد إحداهن أن تكسر الصف بالوقوف للأمام أو الخلف السؤال: إذا وقفت في مكان الذي على اليمين في مستوى صف معين والذي علي اليسار متقدمة أو متأخرة أتخذ أي صف؟ ومهما فعلت لمحاولة سد المسافة يكون هناك متسع لشخص، ولكن لا يملأ أحد هذا الفراغ، أتوتر وأفكر كثيرا في صلاتي بسبب هذا، وأخرج عن التمعن في الصلاة، وخصوصا أنه لا يوجد وقت للشرح، وأن أغلب المصليات من بلاد أخرى لا أعرف لغاتهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن تسوية الصفوف سنة مستحبة جاء بها الشرع؛ بل قال بعض الفقهاء بوجوبها، جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب الجمهور إلى أنه يستحب تسوية الصفوف في صلاة الجماعة بحيث لا يتقدم بعض المصلين على البعض الآخر، ويعتدل القائمون في الصف على سمت واحد مع التراص، وهو تلاصق المنكب بالمنكب، والقدم بالقدم، والكعب بالكعب حتى لا يكون في الصف خلل ولا فرجة... وذهب بعض العلماء ـ منهم ابن حجر وبعض المحدثين ـ إلى وجوب تسوية الصفوف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم! فإن ورود هذا الوعيد دليل على وجوب التسوية، والتفريط فيها حرام، ولأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، وأمره للوجوب ما لم يصرفه صارف، ولا صارف هنا، قال ابن حجر العسقلاني: ومع القول بأن تسوية الصف واجبة فصلاة من خالف ولم يسو صحيحة. اهــ
وسواء على القول بالوجوب أو الاستحباب فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا وقفت في صف فاجتهدي في سد الفرجة من غير إفراط، واجتهدي في مسامتة الصف بحيث لا تتقدمين عنه ولا تتأخرين، وإذا كان بعض الصف مسامتا مستويا وبعض المصلين فيه متقدم أو متأخر فقفي في مسامتة الصف المستوي.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة