السؤال
يا شيخ ما حكم الذي يقول أنت يا شيعي؟ هل يكفر؟ وحتى السامع لأني يا شيخ زميلي قال لي أنت يا شيعي وحتى السامع يكفر يا شيخ؛ لأني ابتسمت حينما قالها، وقلت أستغفر الله، ولكني منكرها بقلبي، هل يكون كفرا؟
وفقكم الله لصواب القول والعمل.
يا شيخ ما حكم الذي يقول أنت يا شيعي؟ هل يكفر؟ وحتى السامع لأني يا شيخ زميلي قال لي أنت يا شيعي وحتى السامع يكفر يا شيخ؛ لأني ابتسمت حينما قالها، وقلت أستغفر الله، ولكني منكرها بقلبي، هل يكون كفرا؟
وفقكم الله لصواب القول والعمل.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نصحناك مرات في عدة فتاوى بالإعراض عن الوسوسة في أمور التكفير والاستهزاء، وأن تشغل نفسك بالتعلم والدعوة الي الله، أو بالتسلية المشروعة، فاحرص على ذلك، فإن استرسالك مع وساوس الشيطان مما يزيد تمكنها في قلبك، ولعب الشيطان بك.
ثم إنه لا يحصل الكفر بشيء مما قيل ولا بسماعه، بل إنه لا يكفر من قال لصاحبه يا كافر، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه. متفق عليه، واللفظ لمسلم، ففي هذا الحديث من الزجر عن تكفير المسلمين، والمقصود منه التغليظ والزجر عن تكفير المسلمين، لا أن من كفر مسلما يكون بذلك كافرا كفرا أكبر مخرجا عن الملة إذا لم يكن صاحبه كذلك، بل الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة: فقد سماه أخا حين القول، وقد قال: فقد باء بها. فلو خرج أحدهما عن الإسلام بالكلية لم يكن أخاه. انتهى.
وقال ابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ في المغني: هذه الأحاديث على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على وجه الحقيقة. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ في فتح الباري: التحقيق أن الحديث سيق لزجر المسلم عن أن يقول ذلك لأخيه المسلم، وقيل: معناه رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره، وهذا لا بأس به، وقيل: يخشى عليه أن يؤول به ذلك إلى الكفر، كما قيل: المعاصي بريد الكفر، فيخاف على من أدامها وأصر عليها سوء الخاتمة، وأرجح من الجميع أن من قال ذلك لمن يعرف منه الإسلام ولم يقم له شبهة في زعمه أنه كافر فإنه يكفر بذلك.. فمعنى الحديث: فقد رجع عليه تكفيره، فالراجع التكفير لا الكفر، فكأنه كفر نفسه، لكونه كفر من هو مثله ومن لا يكفره إلا كافر يعتقد بطلان دين الإسلام، ويؤيده أن في بعض طرقه: وجب الكفر على أحدهما. انتهى.
والله أعلم.