هل يشرع للموسوس التداوي باستعمال عقار الترامادول

0 196

السؤال

كنت أشرب الحشيش وأزني وأفعل كل شيء حرام، وهداني الله -والحمد لله- منذ سنة ونصف، وأنا الآن ملتزم، ولكن مشكلتي أني مصاب بالوسوسة القهرية، فأفكر في سب الله والجنس مع الله - أستغفر الله العظيم- حتى في رمضان، وذهب عني، وأنا أتناول الترامادول لكي يجعلني نشيطا وسعيدا.
ومشكلتي: قبل أن أتوضأ أفكر في سب الله، وكذلك في الصلاة، وأقول: خذ الترامادول وسب الله! وبالفعل آخذ لكني من داخلي رافض هذا السب، وتوقفت عنه لمدة أسبوع وذهبت الوساوس، ثم رجعت مرة أخرى.
فهل أحاسب على حديث النفس أم لا؟ وهل إذا كان أخذ الترامادول هو السبب وأخذته أحاسب؟
وأنا كلما أتناوله أغتسل، فهل لا يترتب الاغتسال حتي ولو تذكرت؟ وهل أعيد الوضوء والصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنحمد الله أن عافك مما ابتليت به، ونسأل الله أن يثبتك على دينه، وأن يتم نعمته عليك بالشفاء التام، والمعافاة في الدين والدنيا.
وأما الترامادول: فلا نرى جواز استعماله لعلاج الوسوسة القهرية؛ وذلك لوجود أدوية بديلة أخرى مباحة، وبالتالي؛ فلا ينطبق عليه ضابط جواز تناول العقاقير المخدرة، وهو: وجود الضرورة أو الحاجة الملحة، مع انتفاء البديل المباح. وراجع الفتوى رقم: 105985.
وأما عن الأفكار غير اللائقة التي تأتيك عن الذات الإلهية: فإن كانت مجرد وساوس يلقيها الشيطان في خاطرك وأنت كاره لذلك، فلا إثم عليك فيها، ولا تبطل بها الصلاة، ولا الوضوء، ولا الغسل، ولكن يجب عليك الإعراض عنها، والحذر من التمادي فيها، والوقوف معها، وقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع، وهو: الإعراض عنها جملة -وإن كان في النفس من التردد ما كان- فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين؛ بل وأقبح منهم. انتهى.
وقال العز بن عبد السلام: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني، وأن إبليس هو الذي أورده عليه، وأن يقاتله فإن له ثواب المجاهد لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فر منه. انتهى.
ومع الإعراض عن الوساوس، والخواطر السيئة، والحذر منها، احرص على ما ينفعك في دينك ودنياك، ومما يعينك على ذلك: المحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، وكثرة الدعاء مع التوكل على الله، والاستعانة به، وإحسان الظن به، فإنه قريب مجيب.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 3086، 51601، 123135.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة