السؤال
نعيش حياة سعيدة -والحمد لله- الناس كانوا يحسدوننا، لكن لا يظهرون، ذات مرة أحد الذين يحسدوننا صاحب أبي شهرا أو شهرين وأكثر، حتى وضع في عقله أنه يتزوج، فتزوج أبي بالثانية، وهي ليست من جنسيتنا، والناس كلها تعرف، ومن بعدها تحولت حياتنا كثيرا عما كنا عليه من قبل، فأبي كل يوم يتأخر، ولا يأتي عندنا، ولا يأكل معنا، إلى يومنا هذا ساكن في بيت لوحده.
للتوضيح: أبي تزوج الثالثة، مشكلتنا أن أخواتي إلى الآن لم تتزوج أي واحدة منهن، وكلما جاء أحد يخطب كأن هنالك ما يمنعه، ومن تتم خطبتها تلغى الخطبة لأتفه الأسباب، ونحن نقول إن هذا حسد أو سحر، أبي كل مرة يبتعد عنا أكثر، كثرت طلعاته وسفراته؛ للمعلومة ذات مرة أبي رجع الأكل وخرج من فمه خيوط. فما رأيكم بهذا؟
سؤال آخر: أعلم أن الكذب حرام، فلو كذبت على شخص، ثم تبت، وأنا لا أريد أن أقول له إني كذبت عليه، فما الحكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في سبب ما حصل لكم أو للوالد، ولكن الرقية الشرعية يشرع عملها سواء كان الشخص مصابا بالسحر أم لا.
وأما عن الكذب، فإن الكذب من أقبح الذنوب وأشنعها، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ...وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه مسلم.
وروى ابن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك. قيل: هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك. قيل: هل يكذب؟ قال: لا، ثم أتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون.
وعلى ذلك، فإن الواجب عليك هو المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى من الكذب، وأما عن إخبارك لمن كذبت عليه، فإنه بحسب ما يترتب عليه، فإن ترتب عليه ضرر لشخص ما، فيجب عليك تلافي ما استطعت بالإصلاح، وبذل الجهد لحل ما ترتب على تلك الكذبة من المشاكل، وأن تطلبي السماح من كل من تضرر ولو بوجه عام.
وإن لم يترتب عليه ضرر، فلا يلزم إخبار من كذبت عليه.
والله أعلم.