الأنبياء يتفقون على الإيمان ويختلفون في الشرائع

0 506

السؤال

نسمع دائما الحديث عن أن هناك أديانا وليس دينا واحدا علما أن القرآن الكريم في معرض ذكره الأولين والآخرين لم يشر إلا إلى دين واحد هو الدين الإسلامي وما اليهودية والنصرانية إلا مللا فما هو ردكم على هذا التساؤل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالدين هو ما شرعه الله لعباده من أحكام سواء ما يتصل منها بالعقيدة، أو الأخلاق، أو الأحكام العملية على ألسنة أنبيائه ورسله جميعا، فالذي جاء به نوح قومه دين، وهكذا إبراهيم الخليل ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؛ إلا أن الأنبياء جميعا يتفقون على شيء واحد وهو أمور الإيمان والتوحيد، ويختلفون في الشرائع والمنهاج والأحكام العملية، قال الله تعالى: فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون [المائدة:48].
والشريعة التي نسخت الشرائع التي قبلها، ولا يصح العمل بغيرها هي شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه [المائدة:48]
أي ناسخا وحاكما على التوارة والإنجيل وغيرهما مما كان في الكتب المنزلة قبله، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أصل دين الأنبياء واحد وإن اختلفوا في التفريعات.. بين ذلك في مثال رائع حيث قال: أنا أولى الناس بعيسى، الأنبياء أبناء علات.... أخرجه مسلم وأخرجه أحمد بلفظ: ......... الأنبياء إخوة أبناء علات أمهاتهم شتى... وأبناء العلات هم الإخوة من أب، أبوهم واحد وأمهاتهم شتى.
وبهذا يصح اطلاق الدين على الملل التي جاءت بها الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واعتقاد أنها آتية من عند الله؛ إلا أن أصحابها حرفوها وبدلوها وغيروها بعد ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة