السؤال
لدي استديو تصوير هل هو حرام أم حلال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل هو أن حكم محل التصوير "الاستديو" من حيث الحل أو الحرمة، يتوقف على حكم التصوير، ونوعية ما يصور، وخلو ذلك من المحرمات، وقد تقدمت لنا فتاوى مفصلة بخصوص حكم التصوير، ومنها رقم: 10888، 4026، 9755، 13282 فراجعها، ولكن بالنظر إلى واقع محلات التصوير نجد أن غالبها يقوم بما يلي:
1- تحميض الأفلام الواردة إليه. ومن المعلوم أن من هذه الأفلام ما يشتمل على صور محرمة كصور النساء عاريات أو شبه عاريات وصور الرجال عراة أو شبه عراة كذلك، وما كان كذلك من الصور فلا يجوز تصويره ولا تحميضه، والمال العائد من إنتاجه حرام.
2- تصوير الأعراس والأفراح أو تحميض الأفلام المحتوية على هذه الصور، ولا يخفى أن أغلب هذه الصور لايخلو من صور النساء وهن متبرجات متزينات مظهرات لأجزاء من أبدانهن مما لا يحل لهن أن يظهرنه إلا لزوج أو محرم؛ بل منها ما لا يجوز للمحرم أن يراه أيضا!!.
وما كان كذلك فيحرم تصويره أو تحميضه لما في ذلك من إشاعة الفساد ونشر الفاحشة والإعانة على الباطل والمنكر...... إلخ.
3- تصوير الحفلات الغنائية أو الموسيقية أو المهرجانات... إلخ، وتحميض الصور المتخذة في هذه المناسبات التي لا تخلو غالبا من النساء المتبرجات، إضافة إلى أن من يصور تلك الأماكن يرتكب محظورات أخرى كالاستماع إلى الغناء والموسيقى، أو مشاهدة الراقصات.... إلخ، بحسب ما يكون في الحفل أو الملهى، ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 5282، والفتوى رقم: 6110.
ولا يخفى أن تصوير هذا النوع من الحفلات أ و المهرجانات لا يجوز، وتحميض صوره لا يجوز، فما بالك إذا كان الاستديو يتعامل مع دور السينما، أو المسرح، أو غيرهما مما لا يخفى على أحد مدى التجاوزات الشرعية التي ترتكب فيها.....
وبناء على ما تقدم نقول: إن استطاع صاحب "الاستديو" الاقتصار على تصوير المباح وتحميض المباح، فليفعل وإلا فليغلق المحل، وليبحث عن عمل مباح مع أن اقتصاره على المباح متعذر تعذرا شديد إن لم يكن مستحيلا أصلا، ونذكر بقول الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق:2-3].
ومن الأمثلة على التصوير المباح: تصوير ما لا روح فيه كالأشجار والأنهار، والجبال وتصوير الحفلات الدينية غير المشتملة على موسيقى، أو تصوير المحاضرات الدينية، أو الأخبار التي تعود بالنفع على المسلمين مع مراعاة الضوابط الشرعية، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.