السؤال
ماموقف الدين من الروحانيين وهل في تحضير الأرواح يتمكن حقا من تحضير روح شخص ميت ويتم التحدث معه، وهل من الممكن تحضير روح عالم وسؤاله عن مواضيع علمية ويقوم بالرد على الأسئلة العلمية وكذلك روح طبيب ويتمكن من إجراء عملية جراحية؟وإني أريد كشفا بأسماء العلماء الروحانيين الأحياء حتى الآن.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاستحضار روح الميت ليس في إمكان أحد من الناس، لأن الأرواح بعد أن تفارق الأجساد تصير إلى عالم البرزخ، ثم هي إما في نعيم، أو في عذاب، وهي في شغل عما يدعيه مستحضرو الأرواح، وأراوح الشهداء تكون في حواصل طير خضر، تسرح في رياض الجنة، تأكل من ثمارها، وتشرب من أنهارها، وتأوي إلى قناديل معلقة في سقف عرش الرحمن، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد والدارمي.
وقد أخبر الله تعالى أنه يتوفى الأنفس، وأنه يمسك التي حكم عليها بالموت عنده، فقال: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) [الزمر: 42].
وما يدعيه " الروحانيون" منه ما هو كذب صراح يستعمل فيه الإيحاء النفسي والمؤثرات المختلفة، والحيل العلمية، ومنه ما هو استخدام للجن والشياطين، وهذا هو الأكثر والأغلب. وقد كشف الأستاذ محمد محمد حسين في كتابه: "الروحية الحديثة " كثيرا
من خداع هؤلاء وتزويرهم للحقيقة.
كما بين الأستاذ أحمد عز الدين البيانوني في كتاب الإيمان بالملائكة،كذب ودجل هؤلاء (الروحانيين)، وحكى تجربة شخصية وقعت له، وتجارب حدثت مع غيره تثبت أن الروح التي تحضر ما هي إلا الشيطان يتصور في صورة الميت.
ولعل هذا الشيطان هو القرين الذي كان يلازم الإنسان في حياته، ولهذا لا يصعب عليه الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه من الأقارب والأصدقاء، والجن لديهم قدرات علمية وإمكانات ليست لدى البشر، ولهذا يستطيع الشيطان أن يجيب على بعض الأسئلة العلمية التي قد تبهر الحاضرين. وبهذا يعلم أنه لا يجوز لأحد أن يدعي تحضير أرواح الآدميين، كما لا يجوز له أن يستعدعي الجن والشياطين.
وإن أردت المزيد في هذا الموضوع فعليك بالرجوع إلى كتاب: عالم الجن والشياطين للدكتور عمر سليمان الأشقر، ففيه مبحث مفصل في هذه المسألة وقد ذكر بعض أسماء الروحانيين المشاهير الذي تخلت عنهم شياطينهم فعادوا كبقية الناس لا يتكلمون مع الجن، ولا يستطيعون تحضير روح أحد كما كانوا يزعمون.
والله أعلم