السؤال
أعانكم الله على الخير وبارك الله فيكم.
أتمنى منكم الجواب الشافي الذي يريحني ويطمئنني.
أنا شاب في الثلاثين من عمري، ملتزم في صلاتي، ـ والحمدلله ـ وأذكر الله وأقرأ القرآن بانتظام، وقد بدأت في حفظه تدريجيا، لكن للأسف في بداية شبابي لم أكن ملتزما في صلاتي، تارة أصلي، وتارة أترك الصلاة، يوما أصلي، ويوما أترك، شهرا أصلي، وشهرا أقطع، أحيانا أصلي الظهر والعصر وأترك الباقي، إلا أني تبت إلى الله والتزمت في صلاتي وفي ديني، ـ والحمد لله ـ عسى أن يتقبل مني الله.
لكن ما يؤلمني ألما شديدا وألما في قلبي عندما أفكر في تلك الأيام التي أضعت فيها الصلاة، وعندما أقرأ القرآن أو أسمعه وتمر علي آيات العذاب أشعر بالرهبة والخوف الشديد عندما أتذكر ما تركت من صلوات، وأدعو الله وأبكي أحيانا أن يعفو عني ويغفر لي، وأصبحت دائم القلق والتفكير بما أفعله للتعويض عن ما فاتني من صلوات تركتها عمدا وتكاسلا، وأني أشعر بالندم، وأشعر أحيانا بأن الله غاضب علي أو لن يغفر لي؛ لأني أحيانا أفتقد للشعور بالخشوع في الصلاة، فأشعر بأن الله غاضب أو ختم على قلبي، ولكن أشعر بألم في قلبي عند المرور بآيات العذاب، وأشعر بخوف ورهبة عند ذكر اسم الله في القرآن.
أحبتي أعينوني على ما علي أن أفعله؟ وكيف أعوض ما فاتني؟
هناك من قال لي التوبة تمحو ما قبلها، وإنك كنت كافرا بتركك للصلاة، وبتوبتك فتحت صفحة جديدة، وهناك من قال لي: عليك بالإكثار من النوافل وقيام الليل والدعاء، وهناك من قال عليك بقضاء كل ما فاتك مع التوبة، بالرغم من أني لا أعرف كم تركت من صلوات، ولا أعرف كيف سأقضي وأنسق بين حياتي وعملي وصلواتي المفروضة، وبين ما سأقضيه من صلواتي الفائتة المتروكة، مع العلم أن نهاري أقضيه بالعمل، وليلا أعود تعبا أنام لأقوم لصلاة الليل وأقرأ القرآن وأصلي الفجر وأذهب للعمل، فكيف أنظم أموري؟ وما الذي علي أن أفعله؟ وهل سيغفر لي الله أو يتوب علي؟
أريحوني أراحكم الله، لقد ضاقت بي نفسي.
لكم جزيل الشكر.