كيفية التعامل مع الصديق الذي يكثر من السخرية من الآخرين

0 196

السؤال

عندي مجموعة من الأصدقاء أقضي معهم معظم الوقت، ولكن منهم اثنان يحبون الترفيه والسخرية، ونصحتهم كثيرا ولم يستجيبوا، ويصعب علي ترك كل الأصدقاء بسبب وجود هذين الاثنين، فهل يجوز هجرهم تماما حتى أتخلص من شرهم وأستطيع البقاء مع أصدقائي دون أن أتكلم مع هؤلاء الاثنين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن السخرية بالمسلم كبيرة من الكبائر كما ذكر ذلك الهيتمي في كتابه الزواجر، وقد قال الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون {الحجرات:11}،
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الكبر بطر الحق وغمص الناس ـ ويروى: وغمط الناس ـ والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له. انتهى.
فنوصيك بزيادة نصحهم وذلك عن طريق أحد المشايخ أو طلبة العلم عندكم، فإن لم يتيسر فبنقل كلام أهل العلم لهم، فإن لم يستجيبوا فيجوز لك تجنبهم وهجرهم هجرا جميلا، خصوصا إن كان في ذلك أذية لك، قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في الاستذكار: من خشي من مجالسته ومكالمته الضرر في الدين أو في الدنيا، والزيادة في العداوة والبغضاء فهجرانه والبعد عنه خير من قربه؛ لأنه يحفظ عليك زلاتك، ويماريك في صوابك، ولا تسلم من سوء عاقبة خلطته، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
وفي معنى الهجر الجميل يقول ابن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسيره: فالهجر الجميل هو الذي يقتصر صاحبه على حقيقة الهجر، وهو ترك المخالطة، فلا يقرنها بجفاء آخر أو أذى. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين التالية أرقامهما: 258136، 270601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات