السؤال
في حديث: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد.." هل يشترط أن يجلس في نفس المكان الذي صلى فيه أم يمكن أن يجلس في أي مكان في المسجد؟ وهل لا بد من الذكر أم يمكن أن يقرأ القرآن؟ وهل لا بد أن يكون وحده أم يمكن أن يكونوا مجموعة يذكرون الله معا، أو يقرأ كل منهم عدة آيات، والباقي يستمعون؟ وهل لا بد أن يكون في المسجد أم يمكن أن يكون في البيت؟ وإذا كان لا بد أن يكون في المسجد فماذا تفعل المرأة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أشار إليه السائل رواه الترمذي في سننه بإسناد حسن، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة....
فالرواية قد وردت مطلقة غير مقيدة بجلوس المرء في المكان الذي صلى فيه، فتبقى هكذا على إطلاقها، ففي أي مكان من المسجد جلس، استحق هذا الفضل -بإذن الله تعالى-.
لكن ننبه إلى أنه قد ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم جلوسه في مصلاه الذي يصلي فيه، فقد روى مسلم في صحيحه عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: فيه استحباب الذكر بعد الصبح، وملازمة مجلسها، ما لم يكن عذر. قال القاضي: هذه سنة، كان السلف وأهل العلم يفعلونها، ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر، والدعاء.
ويشمل الذكر تلاوة القرآن، وغيره من الأذكار المشروعة، كما أنه يدخل في هذا الفضل الوارد في الحديث من جلس منفردا يذكر الله تعالى، أو جلس مع جماعة يذكرون الله تعالى، على وجه مشروع، ولمزيد من الفائدة نحيل السائل على الفتوى: 17018.
والله أعلم.