السؤال
بسم الله الرحمن الرحيمبصراحة لا أعرف كيف أبدأالمهم اليوم كنت أدرس طفلي درسا عن الشرك بالله فتذكرت أمرا فعلته سابقا، وهو في غمرة فرحي وانسجامي بالدعاء إلى الله وضعت أمامي في السجود كتاب الله وسجدت طبعا على القبلة والقرآن وكانت نيتي والله أعلم بي أنه كلام الله المعظم، فخفت أن أكون أشركت بالله والعياذ بالله فالرجاء إخباري ما الحكم في ذلك وبسرعة لأنني أصبحت خائفة جدا؟ ولا أعلم ماذا أفعل طبعا إنني أستغفر الله وأدعوه أن يتوب علي ويسامحني والسؤال المهم هل ما فعلته يعتبر إشراكا بالله ؟ وجزاكم الله خيرا...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتعظيم المصحف بقراءته والعمل بما فيه لا بالسجود له. وبما أتك فعلت ذلك عن خوف من الله وعن جهل فلا إثم عليك إن شاء الله تعالى.
وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل، لم يعمل حسنة قط، لأهله: إذا مات فحرقوه. ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر. فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم. فأمر الله البر فجمع ما فيه. وأمر البحر فجمع ما فيه. ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك. يا رب وأنت أعلم. فغفر الله له. رواه البخاري ومسلم.
يقول ابن تيمية: فإن هذا الرجل جهل قدرة الله على إعادته، ورجا أن لا يعيده بجهل ما أخبر به من الإعادة، ومع هذا لما كان مؤمنا بالله وأمره ونهيه ووعده ووعيده خائفا من عذابه وكان جهله بذلك جهلا لم تقم عليه الحجة التي توجب كفر مثله، غفر الله له، ومثل هذا كثير في المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يخبر بأخبار الأولين ليكون ذلك عبرة لهذه الأمة. انتهى الصفدية 1/233
والله أعلم.