السؤال
أنا متزوجة وعندي طفلان، وزوجي طيب معي جدا، ولكنه غير جريء معي، وعلاقتي معه مثل علاقة الإخوة تماما إلا في الفراش، وبارد جدا في كل شيء، وغير متفاعل معي، وهو سلبي إلى أبعد حد، واكتشفت أنه يستخدم التنباك وله علاقات بنساء وبينهم كلام عاطفي، حيث رأيت ذلك بنفسي، وله حساب جنسي يطلب الجنس من خلاله، ولا أدري هل يمارسه أم لا؟ وعرفت أن هذا كله من أول سنة من الزواج، وينام عن الصلوات، وإذا استيقظ صلاها، فواجهته ولم يعترف بذلك، ولكنه وعدني أن يتغير، ولكنه ما زال على حاله وعلاقته المحرمة، وأصبحت أكرهه ولا أستطيع الحياة معه، ومع هذا لا أريد الطلاق مع أنني موظفة وأستطيع أن أستقل بحالي، ولكن ظروف أهلي لا تسمح بذلك، لأن أخواتي مطلقات ولا أريد أن أكون معهن، والعشرة ساءت جدا، لأنني أصبحت أكرهه، ولا أريد أن أصالحه، لأنه كل ماغلط علي لا يعتذر، بل ينتظرني حتى أبادر، وأشعر أنني متزوجة بطفل وليس برجل، ولا أشعر بالأمان معه منذ أن تزوجته، فبماذا تنصحوني؟ لا أستطيع أن أخبر أحدا لا من أهلي ولا من أهله، فهل أصبر على حاله؟ أم ماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أخطر ما ذكرت عن زوجك تفريطه في الصلوات وعدم محافظته عليها في أوقاتها، وهذا أمر خطير، وكبيرة من كبائر الذنوب، وراجعي الوعيد الوارد بخصوصه في الفتويين رقم: 1195، ورقم: 62756.
ومن يفرط في حق الله تعالى ويضيع الصلاة لا يستبعد منه أو يستغرب أن يخادن النساء أو يقصر في حق زوجته، قال الله تعالى: اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون {العنكبوت:45}. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 11945، 99541، 1671.
فأولى ما نوصيك به الدعاء لزوجك، فالله خير مسؤول وأفضل من يجيب، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة فقال: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
وراجعي آداب الدعاء في الفتوى رقم: 119608.
واحرصي أيضا على بذل النصح له بالرفق والكلمة الطيبة، فإن ذلك أرجى لأن تؤتي النصيحة ثمرتها، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه، كما جاء في السنة الصحيحة، وانظري الفتوى رقم: 52338.
وإن رأيت أن ينصحه غيرك ممن ترجين أن يقبل قوله، فلا بأس، بل هو أولى، فإن صلح حاله بعد هذا كله فبها ونعمت وإلا فمعاشرة مثله بلاء، قال البهوتي الحنبلي: وإذا ترك الزوج حقا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله فيستحب لها أن تختلع منه، لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
ومع هذا إن رأيت الصبر عليه والاستمرار في نصحه، فلا بأس، واجتهدي في تسلية نفسك بذكر الله وتلاوة القرآن وصحبة الخيرات والتعاون معهن على الخير حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا، قال الله سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجا {الطلاق:2}.
والله أعلم.