إذا تعدد موجب الغسل فلا يلزم إلا غسل واحد

0 135

السؤال

أنظر إلى المسلسلات الإباحية، ولم أكن أعرف أنه لابد من الغسل إذا نزل مني، فصمت قضاء رمضان الماضي دون أن أغتسل، فهل صيامي صحيح؟ وهل كل ما رأيت مسلسلا إباحيا ونزل مني لابد أن أغتسل عدد مرات نزول المني في اليوم الواحد؟ أم يكفي غسل واحد؟ تعبت من المسلسلات الإباحية والشهوة الزائدة عندي، وربي تعبت منها وأحاول جاهدة أن لا أفكر فيها، لكنني لا أستطيع، فبماذا تنصحني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيحرم النظر إلى الأفلام الإباحية، وقد قدمنا الكلام على ذلك، وعلى بعض الأمور التي ينصح بها من ابتلي بهذا الشر العظيم لمساعدته في الإقلاع عنه، وذلك في فتاوى عديدة، منها الفتاوى التالية أرقامها: 1256، 3605، 6617، 59061، فراجعيها

واعلمي أن الواجب عليك هو المسارعة بالتوبة من ذلك الذنب، وعقد العزم على عدم العودة إليه أبدا، والندم على ما فرطت في جنب الله.

أما بخصوص صومك: فإن كانت المشاهدة أثناء الصوم، وخرج منك مني، فقد فسد صوم ذلك اليوم، ويلزمك صوم يوم مكانه، وإن كانت المشاهدة وخروج المني في غير وقت الصوم، فصومك صحيح، لأن الطهارة ليست شرطا في الصوم وانظري الفتوى رقم: 28794

وإذا تعدد موجب الغسل، فلا يلزم إلا غسل واحد، فلو خرج منك المني عدة مرات فيكفيك غسل واحد، لكن لو خرج واغتسلت، ثم خرج مرة أخرى بلذة، فيلزم الغسل من جديد.

ثم إن صلاتك والحال أنك لم تغتسلي من خروج المني غير صحيحة، وأنت آثمة إن صليت بدون غسل إلا إذا كنت حديثة عهد بإسلام أو نشأت في بيئة يقل فيها العلم ويكثر فيها الجهل، فإنك تعذرين بالجهل ولا إثم عليك حينئذ، أما إن كان مثلك لا يجهل ذلك ونشأت في بيئة يمكنك فيها طلب العلم الواجب، فإنك تكونين حينئذ مقصرة في طلب علم ما هو واجب عيني عليك، وتأثمين حينئذ ولا عذر لك لتفريطك, وانظري الفتويين رقم: 137328, ورقم: 166799، وكلاهما حول حول العذر بالجهل والتقصير في طلب العلم.

وسواء كنت ممن يعذر بالجهل أم لا، فإن الصلوات التي صليتها بدون غسل يلزمك قضاؤها في قول جمهور أهل العلم ولا يسقط عنك القضاء بسبب الجهل, وانظري الفتويين رقم: 177885، ورقم: 109981، وكلاهما عن حكم من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا بالحكم.

وانظري الفتوى رقم: 70806، بشأن كيفية قضاء الفوائت التي لا يعلم عددها من صلاة أو صيام.

ومن أهل العلم من يرى أن من ترك شرطا من شروط الصلاة، أو ركنا من أركانها جهلا بوجوبه لم يلزمه قضاء ما مضى في حال جهله وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 125226.

وعلى هذا القول يكون قضاء ما مضى من الصلوات بدون غسل ساقطا عنك بسبب جهلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات