توجد قطة من الشارع ندخلها عندنا، كنا في أول الأمر نسقيها لبنا فقط، ولم نكن نهتم هل هذا يشبعها أم لا، ثم بدأنا نقدم لها طعاما قليلا قد لا يكفيها للأسف، وأحيانا لما كانت تدخل عندنا وليس عندنا أكل لها لا نقدم لها شيئا، وقد يكون ذلك أياما؛ لأننا ننسي أن نشتري لها طعاما. لأنها لا تأكل إلا طعاما خاصا بها.
المهم أننا بعد ذلك كنا نهتم بأكلها حتى تشبع، لكن هذا أثر على مصاريفي؛ لأني محتاجة أن أوفر فلوسا من مصروفي. فسألت وقالوا لي ما دام أنها لا تظل في البيت طول الوقت فلا يلزمك إشباعها بالكامل، فأصبحت أعطيها أكلا لكن بكميات صغيرة أحيانا، وبكميات متوسطة أحيانا !
مع العلم أنه عندما نخرجها من البيت تصعد على السلم وراءنا وتدخل معنا، ولو لم ندخلها تظل تموء حتى تدخل. هل بفعلنا هذا نتساوى بالمرأة التي دخلت النار في هرة؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فالمرأة التي دخلت النار إنما دخلت بسبب أنها حبست القطة فلم تطعمها ولم ترسلها لكي تأكل بنفسها من خشاش الأرض حتى ماتت. فإن خفتم أن تموت القطة عندكم بسبب قلة ما تطعمونها إياه، فأخرجوها من البيت، ودعوها تأكل من خشاش الأرض، ولستم مطالبين شرعا بحبسها وإطعامها ، وانظري الفتوى رقم: 277930 عن حكم إخراج القط من البيت لو خشي هلاكه .

والله تعالى أعلم.