السؤال
ما الأهمية للأحاديث في حياة المسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السنة مصدر رئيس من مصادر التشريع، وهي تبيين لأحكام القرآن، قال تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [النحل:44].
وكذلك وصف الله ما يصدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى [لنجم:3-4].
وكذلك ثبت في الحديث الذي أخرجه أبو داود، والترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه.
وقد أجمع المسلمون المتقدمون منهم والمتأخرون على أن السنة حجة في الدين، ودليل من أدلة الأحكام الشرعية التي تثبت بها الأحكام العملية، بل حفظ القرآن الكريم متوقف على حفظ السنة، لأنها الشارحة والمبينة له.
وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الله حفظ السنة كما حفظ القرآن، وأن لفظ: (الذكر) في قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر:9]. يشمل القرآن والسنة، لأن الله سمى السنة ذكرا في قوله: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [النحل:44].
ولا يمكن تطبيق الإسلام إلا بالرجوع إلى السنة، فأين يجد المسلم في القرآن أن الظهر أربع ركعات، وأن العصر والعشاء كذلك، وأين يجد أيضا الزكاة، وتفاصيل أحكام الحج، وغير ذلك.
والسنة كما أنها مبينة وشارحة للقرآن، فهي تستقل ببعض الأحكام، كإيجاب صدقة الفطر، وتحريم الذهب والحرير على الرجال، وغير ذلك من الأحكام.
والله أعلم.