السؤال
في الفترة الأخيرة لاحظت أنني في الصلاة لا أتقن قراءة الفاتحة بشكل صحيح، فأحيانا لا أضم شفتي في حرف الميم جيدا، أو أن لساني لا يلمس سقف الحنك في حرف اللام، أو أني أنطق الميم فتكون قريبة من الباء، وأنا متأكدة أن هذا ليس وسواسا، جربت أن أقرأ ببطء ولكن ما زلت أخطئ، وأحاول التدرب عليها في خارج الصلاة، ولكني أيضا أخطئ وأعيد قراءة الآية أكثر من مرة، وهذا الأمر أتعبني بشدة، وأحيانا أبكي خوفا من أن لا تقبل صلاتي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعلم الفاتحة واجب على كل مكلف؛ فإن الصلاة لا تصح إلا بها، ومن أبدل حرفا بحرف في الفاتحة أو لحن فيها لحنا يحيل المعنى بطلت صلاته بذلك، إلا من كان عاجزا عن الإتيان بالصواب، فإنه يعفى عنه؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولتنظري الفتوى رقم: 113626، وفيها بيان ما يسهل فيه عند بعض العلماء في هذه المسألة.
وعلى أية حال؛ ننصحك بعرض قراءتك على من له دراية بأحكام تجويد القرآن الكريم؛ ليتبين ما إذا كنت فعلا تخطئين في الفاتحة كما ذكرت، ولكي يساعدك في تصحيح الأخطاء الحاصلة -إن أمكن إصلاحها-، ويعلمك الطريقة التي تنطق بها الحروف المذكورة، فإن عجزت عن تعلمها فلا شيء عليك وصلاتك صحيحة؛ يقول الخرشي في شرحه لمختصر خليل: وإن فعل ذلك -أي: اللحن- عجزا بأن لا يقبل التعليم؛ فصلاته وصلاة من اقتدى به صحيحة أيضا؛ لأنه بمنزلة الألكن. اهـ.
فهوني على نفسك، ولا تقلقي، وحاولي تعلم ما تخطئين فيه، فإن عجزت عن التعلم فاقرئي بالكيفية التي تستطيعين، ولا تفتحي على نفسك باب الوسواس.
والله أعلم.