أحكام قتلى معارك البغاة والصلاة عليهم

0 194

السؤال

سؤالي هو: لماذا قمنا بتغسيل وتكفين الشهداء من جنودنا حينما قتلهم المبتدعة وصلينا عليهم، مع أن جمهور الفقهاء يقولون إنهم بمرتبة الشهداء والشهداء لا يغسلون ولا يكفنون ولا يصلى عليهم؟ وهذا سمعته من الشيخ العالم محمد المختار الشنقيطي ـ حفظه الله؟ فهل هناك قول آخر في المسألة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد تعددت أقوال الفقهاء فيمن قتله البغاة في المعركة هل يأخذ حكم الشهيد، فلا يغسل ولا يصلى عليه أم لا؟ على قولين، جاء في الموسوعة الفقهية: قتلى معارك البغاة وحكم الصلاة عليهم: من قتل من أهل العدل كان شهيدا، لأنه قتل في قتال أمر الله به، وذلك بقوله جل شأنه: فقاتلوا التي تبغي ـ ولا يغسل، ولا يصلى عليه، لأنه شهيد معركة أمر بالقتال فيها، فأشبه شهيد معركة الكفار، وفي رواية عند الحنابلة: يغسل ويصلى عليه، وهو قول الأوزاعي وابن المنذر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلوا على من قال لا إله إلا الله، واستثنى قتيل الكفار في المعركة، ففيما عداه يبقى على الأصل، أما قتلى البغاة، فمذهب المالكية والشافعية والحنابلة: أنهم يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: صلوا على من قال: لا إله إلا الله ـ ولأنهم مسلمون لم يثبت لهم حكم الشهادة فيغسلون ويصلى عليهم، ومثله الحنفية، سواء أكانت لهم فئة، أم لم تكن لهم فئة على الرأي الصحيح عندهم، وقد روي: أن عليا ـ رضي الله عنه ـ لم يصل على أهل حروراء، ولكنهم يغسلون ويكفنون ويدفنون، ولم يفرق الجمهور بين الخوارج وغيرهم من البغاة في حكم التغسيل والتكفين والصلاة. اهـ.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 281425.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة