السؤال
هل القرآن سمي: روحا ـ في القرآن؟ وأين؟ وفي الحديث وأين؟.
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاءت تسمية القرآن الكريم: بالروح ـ في القرآن، كما في قول الله عز وجل: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم {الشورى:52}،
قال في التفسير الميسر: وكما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك ـ أيها النبي ـ أوحينا إليك قرآنا من عندنا، ما كنت تدري قبله ما الكتب السابقة، ولا الإيمان، ولا الشرائع الإلهية. اهـ.
وقال أهل التفسير: سمي القرآن روحا، لأنه حياة من موت الكفر، وبه حياة القلوب وحياة النفوس فيما تصير إليه من الخير عند الله عز وجل، فصار يحيا به الناس، كالروح الذي يحيا به الجسد.
كما جاءت تسميته أيضا بالروح في الحديث النبوي الشريف، كما في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره مرفوعا: إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانهم من الله تعالى، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. صححه الألباني.
جاء في معالم السنن للخطابي: قوله: تحابوا بروح الله ـ فسروه القرآن، وعلى هذا يتأول قوله: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا {الشورى: 52} وسماه روحا ـ والله أعلم ـ لأن القلوب تحيى به كما تكون حياة النفوس والأبدان بالأرواح.
والله أعلم.