السؤال
فعلت العادة السرية مرتين في يومين مختلفين، ولم أغتسل، وفي يوم قررت أن أغتسل، وأرفع الجنابة عن جسدي، فدخلت الحمام ونويت في قلبي رفع الحدث الأكبر، والاغتسال من الجنابة، وبالفعل اغتسلت، لكن المشكلة: أني غير متذكر هل قصدت عندما نويت المرتين اللتين فعلت فيهما العادة، أم مرة واحدة؟ ولكن الشيء الوحيد الذي أذكره أني نويت في قلبي، ولم أتلفظ بأن أرفع الجنابة، والحدث الأكبر عن جسدي، مع العلم أني موسوس، فهل أغتسل مرة أخرى أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولا إلى أمور، منها: أن العادة السرية محرمة؛ فيجب عليك أن تتوب إلى الله من فعلها، وانظر الفتوى رقم: 7170.
ومنها: أن تأخيرك الغسل يعني أنك تركت الصلاة مدة، وهذا من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، بل هو كفر عند بعض أهل العلم -عياذا بالله-، وانظر الفتوى رقم: 130853.
ويجب عليك قضاء ما تركته من الصلوات في قول أكثر أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 128781.
وأما اغتسالك: فيجزئك عن هاتين المرتين المذكورتين، ولا يشترط أن تنويهما باغتسالك، بل اغتسالك بنية رفع الحدث كاف في رفعه، والأحداث المختلفة يكفي في رفعها غسل واحد، كما نص على ذلك أهل العلم؛ قال البهوتي في الروض: وإن اجتمعت أحداث) متنوعة، ولو متفرقة (توجب وضوءا، أو غسلا فنوى بطهارته أحدها) لا على أن لا يرتفع غيره (ارتفع سائرها) أي: باقيها؛ لأن الأحداث تتداخل، فإذا ارتفع البعض ارتفع الكل. انتهى.
وأما الوسوسة: فعلاجها الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، كما أوضحنا ذلك مرارا، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.