المخرج من ورطة الوقوع في الربا

0 240

السؤال

لقد اقترضت من البنك قرضا لأن ظروفي المادية صعبة جدا والله أعلم بها وأنني الآن نادم أشد الندم على ما فعلته، ولا أستطيع سداد هذا المبلغ، مع أنني إنسان محافظ على الصلوات الخمس، أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في حل هذا الموضوع علما بأنني موظف وأسكن منزلا بالإيجار وراتبي محدود، أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من أعظم نعم الله على العبد أن يوفقه للتوبة والندم على ما اقترفت يداه من الذنوب والآثام، ومن أعظم الذنوب وأكبرها التعامل بالربا، وما دمت قد أخلصت التوبة لله تعالى فأبشر بالخير فإن الله تعالى وعد التأبين بقبول توبتهم وسيجعل الله لك مخرجا إن شاء الله تعالى، قال -عز وجل-: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون [الشورى:25].
وقال الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا [الطلاق:2-3].
والواجب عليك أن ترد رأس المال الذي أخذت من البنك بدون زيادة -إن استطعت- وتمتنع عن دفع الفوائد الربوية لأنها صريح الربا، إلا إذا ألزموك بذلك وكان الامتناع عن دفعها يسبب لك ضررا فلك أن تدفعها، ارتكابا لأخف المفسدتين، وتفاديا لأعظم الضررين، كما هو مقرر في قواعد الفقه، فإن استطعت أن تعجل بها تخلصا من الفائدة المترتبة على الزمن فافعل، قال الله تعالى: وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون [البقرة:279].
هذا ما نستطيع مساعدتك به لأن طبيعة مؤسستنا تقديم الفتوى والنصح والتوجيه، أما المساعدة من الناحية المادية فبإمكانك الاتصال بالجهات الخيرية، والمحسنين ولن تعدم عندهم خيرا إن شاء الله تعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة