السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:فسؤالي باختصار عن إمكانية وجود حياة قبل سيدنا آدم عليه السلام ( حياة أناس مثلنا) أو إمكانية الحياة بعد يوم القيامة ودخول الناس إما إلى الجنة أو إلى النار، وذلك لأنه دار حوار مع أحد الأصدقاء عن أن حياتنا كلها (الكون والسماء والأرض و ...) عبارة عن أمنية لإنسان دخل الجنة وتمنى أن تكون كل هذه الحياة، فأرجو أن تنصحوني ماذا أستطيع أن أرد على مثل هذا الكلام؟ وطلبي الأخير أن تزودوني ببعض الكتب والمواقع المتعلقة بمثل هذه المواضيع، واقبلوا مني فائق المودة والاحترام؟والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالله تعالى على كل شيء قدير، يخلق ما شاء متى شاء وكيف شاء، قال تعالى: وربك يخلق ما يشاء ويختار [القصص:68].
وسواء في ذلك الخلق قبل خلق السماوات والأرض والخلق بعد يوم القيامة، هذا ما يجب علينا الإيمان به؛ لأن الله تعالى سمى نفسه الخالق، والخلق صفة له. وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 27306 ورقم6836
والحاصل أن قدرة الله على الخلق أزلية دائمة، لكننا لا نستطيع القول بوجود أناس مثلنا قبل خلق آدم، كما لا نستطيع كذلك أن نزعم وجود حياة أخرى على الأرض بعد يوم القيامة؛ لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ومما ورد الوحي بإثباته أن الله تعالى خلق الجن قبل الإنس، وقد مضى بيان ذلك في الفتوى رقم: 19224
وجاء في الحديث الصحيح: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض. رواه البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
وهذا الحديث يوضح ترتيب خلق هذه المخلوقات على النحو المذكور فيه، وقد ذكرنا تعليقا مفصلا حول هذا الحديث في الفتوى رقم: 21199
أما عن قول صاحبك: إن الأصل في خلق هذا الكون هو تحقيق أمنية لإنسان دخل الجنة وتمنى أن تكون هذه الحياة، فقول باطل لا دليل عليه، وقائله داخل تحت قول الله تعالى: )ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا [الإسراء:36]. بل أثبت الله تعالى أنه خلق الخلق لحكمة، بل لحكم كثيرة، منها ما ذكره الله تعالى في قوله: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور [الملك:2].
وقوله تعالى: وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون [الذاريات:56].
وقوله تعالى: وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين* ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون [الدخان:38-39].
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الصريحة في حكمة الخلق.
ولمزيد من الفائدة راجع الجواب رقم 9650
والله أعلم.