السؤال
سيدي الفاضل، في الفترة الأخيرة ابتليت بوسواس، والعياذ بالله، بسب الذات الإلهية وشخص النبي الأمين عليه الصلاة والسلام، علما أني أعاني منذ فترة طويلة من وساوس كثيرة في الطهارة والصلاة والاعتقاد، وأنا أجاهده وأدافعه وأدعو الله تعالى، حتى بدأ يخف عني قليلا، فجاءني الوسواس الذي ذكرت في أول السؤال، وأنا أعلم أن المسلم بفضل الله غير مؤاخذ بما تحدثه به نفسه، لكني ومع كثرة هذا الوسواس علي أخشى أن أكون قد وقعت في الكفر والعياذ بالله، فأنا كلما ورد علي ذلك أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأقول" آمنت بالله ورسله" وأنته، فينصرف عني، لكن بعد لحظات يعود، وبعض المرات وهنا خشيتي أن أكون وقعت في المحظور والعياذ بالله، لا أستعيذ بالله في الوقت المطلوب، مثلا أذكر اسم الله تعالى "الله" فيتوقف تفكيري وكأني أنتظر السب، والعياذ بالله، وبعد لحظة وجيزة يأتي السب فأستعيذ بالله وأقول في نفسي "لماذا لم أستعذ بالله قبل أن يأتي السب، إذن أنا مشارك في السب" فأخشى أن أكون وقعت في الكفر والعياذ بالله، لكني أعود وأقول "إنه وسواس"، وقد جاءني هذا الأمر بالأمس، وبعده فكرت أن أنطق الشهادتين بنية الدخول في الإسلام والاستغفار والتوبة، لكني لم أفعل وقلت "إنه وسواس ولن أتبع خطوات الشيطان الذي يأتيني في صفة ناصح لي، أنا والحمد لله لم أقع في الكفر، بل ذلك كله وسواس، وسأطرحه ولن ألتفت إليه"، لكن لم يطمئن قلبي، أخشى أن أكون قد خرجت من الإسلام وأنا لا أدري، ثم بحثت فوجدت استشارة على موقع في الإنترنت وهي رد على حالة أكثر من حالتي إذ أن السائلة ذكرت أنها تتلفظ بالسب، أما أنا فلم أتلفظ به والحمد لله وإن كنت أخشى أن يحدث لي ذلك وأسأل الله أن لا يحدث وأن أموت مسلما موحدا لله رب العالمين، ومن بين ما جاء في تلك الاستشارة:
((والأفكار التي ترد على الإنسان على درجات: أولها الهاجس: وهو ما يلقى في الذهن: أي ألقي في ذهنك ألفاظ السب خلال أقل من ثانية، وهذا الهاجس لا مؤاخذة به لأنه خارج عن القدرة، ثم يأتي من بعده الخاطر: وهو جريان هذه الفكرة في الذهن، أي تنتبهين للفكرة وتستمر لفترة أطول، ثم يأتي من بعده حديث النفس، وهو التردد هل يفعل الإنسان أم لا؟ وفي حالتك: هل سببت أم لا؟ وهل ستسبين مرة أخرى أم لا؟ ويا ترى هل قلت هذه الكلمة بإرادتك أم لا؟ ثم تجدين نفسك تكررين الكلمات لتثبتي أنها جرت وحدها لا بإرادتك، ولتعايني الفرق بين ما تقولينه الآن، وما جرى أولا، وهنا تقولين: لكني قلتها الآن بإرادتي، إلى آخر هذه الدوامة، كل هذا يسمى بحديث النفس وحديث النفس معفو عنه بنص الحديث المتفق عليه: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم)). ومن باب أولى أن يعفى على ما دون حديث النفس من الهاجس والخاطر.))
فهل ما وقعت فيه لا يتجاوز حديث النفس المعفو عنه؟ أم أنا مؤاخذ به لأني بصمتي وتوقفي عن التفكير وعدم الاستعاذة في الوقت المناسب فأكون تركت الفرصة لسب الذات الإلهية والعياذ بالله، وأكون بذلك جاريت الشيطان فيما أراد فأكون مثله في الكفر؟ وهل عدم نطقي بالشهادتين عندما فكرت في ذلك فيه إثم (لم أفعل إلا لظني أن ذلك أيضا وسواس يجرني لشيء آخر)؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.