السؤال
يا شيخ، هل يجوز تفريغ الكلام الإباحي للتي لا تريد أن تقع في الزنا؟ يعني: أن تقول فتاة كلاما إباحيا للفتاة التي لديها الشهوة؛ لكي لا تقع في الزنا، والفتاة التي فيها الشهوة عمرها 16 عاما.
وعندها 50 يوما قضاء لم تقضها، فماذا تفعل؟ وأنا أعرف أن التي لديها الشهوة تصوم، ولكن هذه الفتاة يجب عليها أولا صوم القضاء، وهذه الفتاة تحتاج لسماع الكلام الإباحي؛ لكي تصوم القضاء بشكل صحيح؛ لأنه إذا كانت لديها شهوة سيبطل صيامها بنزول المني.
ونرجو دعاءك الخالص لها.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لهذه الفتاة أن يعافيها من كل بلاء، وأن يرزقها الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن ييسر لها زوجا صالحا تقر به عينها، وتعف به نفسها، وينبغي أن تسعى في هذا السبيل، وأن تعان في ذلك، فلا حرج على المرأة المسلمة في البحث عن الأزواج ما دام ذلك في حدود أدب الشرع، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 18430. وأهم من هذا كله: الاستعانة بالله، والتضرع إليه، فهو مجيب الدعاء، قال سبحانه: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}. وكلما روعي في الدعاء آدابه كان ذلك أرجى للإجابة، وقد ذكرنا آداب الدعاء في الفتوى رقم: 119608.
وكلام الفحش والفجور لا يجوز قوله ولا سماعه؛ فإنه من أعظم وسائل الوقوع في الزنا، ومن مهيجات الشهوة، فهو داء وليس بدواء، فلا يجوز المصير إليه، وراجعي الفتوى رقم: 103381.
وإذا لم يتيسر لهذه الأخت الزواج، فعليها بالصوم؛ فإنه من أفضل المعينات على العفاف.
ويجب عليها المبادرة إلى قضاء ما عليها من صيام، فلا يجوز تأخيره لغير عذر، والقول بأنها تحتاج لسماع الكلام الإباحي لكي تصوم القضاء بشكل صحيح ... الخ، نوع من الحيل الشيطانية للقائلة والسامعة؛ يبعدهما الشيطان بها عن الهدى، وقد قال الله تعالى: ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين {البقرة:208}، فلتستعن بالله، وتبادر إلى الصوم، وتجاهد نفسها في إغلاق الباب على الشيطان، فتستعيذ بالله من شره، وتصرف قلبها، وتدفع عنه وساوسه.
ونرجو أن تستفيد من فتوانا رقم: 12928؛ ففيها بعض التوجيهات للتخلص من حبائل الشيطان.
ولا يجوز لها تعمد إخراج المني؛ فإنه يفسد الصوم، ولكن لو حصل ذلك غلبة بغير اختيار منها فلا يفسد به الصوم، وكذلك إن خرج المني بمجرد الفكر فلا يفسد به الصوم عند الجمهور، وانظري الفتوى رقم: 139673.
والله أعلم.