السؤال
أنا صاحب السؤال رقم: 2545022.
أعلم أنني قد أطلت عليكم، ولكن كل ذلك لأنني أثق في علمكم، ولندرة العلماء مثلكم، وسهولة تواصلي معكم، ونسبة ارتياحي لفتاواكم، فإنني في البداية أبشركم بأنني سأتزوج بإذن الله في القريب، وقررت أن أتوقف عن الأسئلة في موضوعي بعد إجابتكم عن الاستفسار في سؤالي السابق وهو: هل تحملني قاعدة اليقين لا يزول بالشك فاليقين أنني مقلد مذهبي الشافعي المتمذهب به، والشك هو تقليدي مذهب القائلين بلزوم الطلاق بحديث النفس المالكية، مع العلم أنني مؤمن بأن حديث النفس معفو عنه، ولكن نفسي تؤلمني وتقول ربما قلدت بعض المالكية، مع أنني لا أذكر أنني قصدت التقليد.
أفتوني في آخر مرة هذه بتفصيل يكمل نسبة الصورة لدي، وأبدأ رحلتي مع التجاهل لهذا الخاطر ببداية زواجي وفرحتي كبقية المتزوجين الخالية من هذا الخاطر.
جزاكم الله خيرا، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا كله من آثار الوسوسة، وقد نصحناك من قبل بضرورة تجاهلها والإعراض عنها، ونعيد لك ذلك مجددا.
مع التنبيه على أنك لو استمررت على هذا الحال فستوقع نفسك فيما لا قبل لك به من العنت والمشقة، ولن تنفعك الفتاوى مهما قيل لك فيها من كلام واضح لا لبس فيه.
ثم اعلم أن مسألتك أبسط مما تتصور، ولو سلمت من الوسواس لما شغلت بها نفسك لحظة، ولما احتجت للبحث عن دخولها تحت هذه القاعدة أو تلك، لكن ما دمت مصرا على البحث لها عن قاعدة تدخلها تحتها فنعم هي داخلة تحت القاعدة التي ذكرت، وهي قاعدة: اليقين لا يزول بالشك، وقاعدة: الأصل بقاء ما كان على ما كان، والمتيقن أنك مقلد للمذهب الشافعي فاستصحب هذا اليقين ولا تلتفت للشكوك الأخرى.
واحذر من التنطع والتكلف والمبالغة فيما لم تكلف به، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. قالها ثلاثا. رواه مسلم
والله أعلم.