0 181

السؤال

أعلم أن ضابط الشك المستنكح هو: أن يأتيني كل يوم ولو لمرة واحدة، ولكني لا أذكر هل أتاني شك بالأمس أم لا! والراجح عندي أنه قد أتاني شك بالأمس؛ فأنا لا أذكر أنه انقطع الشك عندي، فهل لا زال ينطبق علي حكم المستنكح بالشك؟ رغم أني لا أذكر جيدا حالتي في الأمس، هل جاءني فيها شك أم لا -كما قلت-؟ ولكن الراجح أنه نعم أتاني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن استنكاح الشك يحصل بوقوعه مرة في كل يوم؛ كما قال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: فالشك المستنكح: هو أن يعتري المصلي كثيرا بأن يشك كل يوم ولو مرة، هل زاد أو نقص أو لا؟ أو هل صلى ثلاثا أو أربعا؟ ولا يتيقن شيئا يبني عليه. وحكمه: أنه يلهو عنه، ولا إصلاح عليه، بل يبني على الأكثر، ويسجد بعد السلام استحبابا... اهـ.

وقال محمد عليش: ضابط استنكاح الشك: إتيانه كل يوم ولو مرة، سواء اتفقت صفة إتيانه أو اختلفت؛ كأن يأتيه يوما في نيته، ويوما في تكبيرة إحرامه، ويوما في الفاتحة، ويوما في الركوع، ويوما في السجود، ويوما في السلام، ونحو ذلك، فإن أتاه يوما وفارقه يوما فليس استنكاحا.

وحكمه: وجوب طرحه، واللهو والإعراض عنه، والبناء على الأكثر؛ لئلا يعنته، ويسترسل معه حتى للإيمان -والعياذ بالله تعالى-، كما هو مشاهد كثيرا في كثير من طلبة العلم، ويندب السجود بعد السلام ترغيما للشيطان. اهـ.
وأما عن شكك هل حصل الشك يوم أمس: فقد ذكرت أن الراجح عندك أنه قد أتاك، وغلبة الظن في ذلك معتبرة شرعا، وقد قال العلوي في مراقيه:

(بغالب الظن يدور المعتبر*...).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة