السؤال
أرى وزوجتي أحلاما خبيثة، برغم أننا ننام على وضوء ونقرأ أذكار النوم، وتحس زوجتي بأن صاروخا من الهواء قد اخترق أذناها، وقد اغتسلنا بماء السدر المقروء عليه، ورقانا أحد الشيوخ الثقات بالقرآن والسنة وقال لنا إن هذا حسد، وقد كنت مربوطا أول زواجي وشفاني الله عز وجل، ولكني أحس بأن آثار هذا الربط ما تزال موجودة، نحن نحافظ بفضل الله علي الصلاة في وقتها ونحافظ على قراءة القرآن ونصلي بالليل ونحاول أن نحافظ على الأذكار على قدر الإمكان، أرجوأن تنصحونا لأن هذه المشكلة أصبحت تمثل 90% من حياتنا وأخاف أن تدمرنا لأنها تتفاقم يوما بعد آخر؟ وجزاكم الله خيرا.....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك وأهلك وأن يحفظكم من كل مكروه، ونوصيك بالاستعانة بالله وتحقيق التوكل عليه فهو خير حافظ وهو أرحم الراحمين، قال جل وعلا: أليس الله بكاف عبده [الزمر:36]. وقال جل شأنه: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو [الأنعام: 17- ويونس:107]. وقال عز من قائل: ومن يتوكل على الله فهو حسبه [الطلاق:3].
ونحب أن ننبهك إلى بعض النصائح والإرشادات التي ذكرها العلماء لدفع العين والسحر ومس الجن وهي:
أولا: الحذر من الوقوع في الوساوس والأوهام، فالوساوس والأوهام أعراض لأمراض خطيرة: من اختلال التوحيد، وضعف التوكل، وافتقاد العلم النافع، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله: ... والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإنا نجد قلبه متعلقا بشيء، كثير الالتفات إليه، فيتسلط على قلبه بما فيه من الميل والالتفات...
ثانيا: استعمال التعوذات والرقى الشرعية، يقول ابن القيم رحمه الله: ... فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي، ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ونحو: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها..
ولكن لا بد من التنبه إلى أن هذه التعوذات والرقى سلاح، والسلاح ليس بنفسه فقط، إنما بضاربه أيضا، ولهذا لا بد من التعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان مع صدق التوجه إلى الله تعالى.
ثالثا: علاج السحر والعين، ولمعرفة علامات الإصابة بالعين والسحر وعلاج ذلك انظر الفتاوى التالية:
2244 -
5252 -
5433.
رابعا: الحذر من الوقوع في شراك المشعوذين والدجالين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، قال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
خامسا: الاستقامة على دين الله ظاهرا وباطنا، قال صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك.. رواه الترمذي.
قال ابن القيم رحمه الله: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس تكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم...
وقال رحمه الله أيضا: ... قال بعض السلف: إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه - أي صرع الإنسان الشيطان - فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا ؟ فيقال: قد مسه الإنسي.
فالمؤمن بقوة إيمانه يقهر الشيطان، كما في الحديث الذي رواه أحمد : إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره.
والله أعلم.