السؤال
عن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله، إذ جاءنا فتية من بني هاشم، فتغير لونه، فقلنا: يا رسول الله! ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ فقال: إنا أهل بيت، اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي هؤلاء سيقتلون بعدي، بلاء وتطريدا وتشريدا...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث رواه ابن ماجه في سننه عن علقمة عن عبد الله، ونصه: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- اغرورقت عيناه وتغير لونه، قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطا كما ملؤوها جورا، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبوا على الثلج. قال الألباني: حديث ضعيف.
ورواه الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مر فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم التزمهم، وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله! ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد، حتى ترتفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم، فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى يد فعونها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قال عنه الذهبي في التلخيص: هذا موضوع. ورواه -أيضا- البزار في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وابن أبي شيبة في مصنفه.
والحديث ضعيف، أو موضوع كما ذكرنا عن العلماء، لكننا ننبه إلى أن الجزء الذي ذكر فيه المهدي صح من طرق أخرى كثيرة، وجزم كثير من العلماء بصحة أحاديث المهدي، منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وغيرهما، بل صرح العلماء بأن أحاديث المهدي متواترة تواترا معنويا، ولمعرفة المزيد من أمر المهدي انظر الفتوى: 6573.
والله أعلم.