السؤال
المشايخ الكرام، أنا مقيم في إحدى دول اسكندنافيا، وغير بعيد من بيتنا مصلى للإخوة الألبان، وفي صلاة الجمعة يخطب أحدهم باللغة الألبانية التي لا أفهم منها شيئا ولكن عندما رأوا ملامحي العربية قدموني للصلاة؛ لأنهم لا يحسنون قراءة القرآن الكريم بالأحكام، وأنا ولله الحمد أحفظ الكثير من كتاب الله، سؤالي: هل يندب لي الذهاب لصلاة الجمعة معهم رغم عدم فهمي لحرف واحد وإنما فقط بنية التقدم للصلاة (لاسيما أحيانا معي طفلي والذي بدوره لا يستفيد من الخطبة شيئا)؟ أم الأفضل أن نذهب للصلاة في مصلى آخر يخطب فيه باللغة العربية لحصول الفائدة بالفهم؟ بماذا تنصحوني جزاكم الله خيرا؟ (وفي حالة نصحتموني بالمداومة مع مصلى الألبان هل أستطيع أن أستفيد من وقت الخطبة (التي لا أفهم منها شيئا) بقراءة ما يفيد (مثلا أنا لدي برنامج موقعكم على هاتفي النقال وأقرأ كثيرا من فتاواكم لأستفيد منها) فهل أستطيع قراءة ذلك وقت الخطبة؟
وزادكم الله رفعة في الآخرة كما زادكم إياها في الدنيا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإننا نرى أن ذهابك لحضور الجمعة في المسجد الذي يخطب فيه بالعربية أولى من الذهاب للمسجد الذي يخطب بغير العربية؛ لأن الاتعاظ بالخطبة مقصود أساس من حضورها والإنصات إليها، إذ المقصود من الخطبة الوعظ والتذكير؛ كما قال ابن قدامة في المغني: والخطبة مقصودها التذكير والموعظة، فإذا كانت بلغة لا تفهمها فاتك المقصود الأساس منها، كما أن الخطبة بغير العربية في صحتها خلاف بين الفقهاء وإن كان الأكثر على إجزائها وهو المفتى به عندنا، وأيضا يرى بعض الفقهاء عدم جواز أن يؤم في الجمعة شخص آخر غير الخطيب، فلا تفوت على نفسك الاستفادة من الجمعة بحضورك خطبة لا تفهمها لمجرد أن تؤمهم لكونك تقرأ بأحكام التجويد، والقراءة بأحكام التجويد ليست شرطا لصحة الصلاة، والمهم أن تقرأ الفاتحة قراءة مجزئة لا لحن فيها يحيل المعنى أو يبطله.
وإذا ذهبت للمسجد الذي يخطب فيه بغير العربية لزمك الإنصات ولم يجز لك الاشتغال بغيره؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 241723، عن حكم الاشتغال بغير الخطبة لمن لا يفهم معانيها.
والله تعالى أعلم.