السؤال
أشكر هذا الموقع على ما يفيد به الإسلام والمسلمين، وأعتذر عن الإطالة: أنا شاب عندي 17 سنة، في الثانوية العامة، ومشكلتي هي الأفلام الإباحية والعادة السرية منذ أن بلغت تقريبا من بداية دخولي الثانوية، وقد بدأت تظهر شهوتي، وبدأ فضولي يشدني إلى البحث عن هذه المواضيع، وكنت أبحث عنها، وأبتعد تماما عن الصور، ثم بدأت أبحث عن الصور، ثم بدأت أشاهد الفيديوهات، وفي كل مرة أتوب وأرجع وأندم، وأشاهد فيديوهات لبعض المواعظ حتى أرجع وأبحث عن التوبة في جوجل، وتقريبا قرأت كل الفتاوى التي تخص هذا الموضوع على موقعكم وجميع الأضرار الصحية، ولكنني أرجع مرة أخرى، وفي بعض المرات تصل التوبة إلى شهور، ولكنني أرجع للأسف مرة أخرى، وأنا ممن يقال عليهم متفوقون، ولكنني أخشى أن يؤاخذني الله بهذا الذنب في هذه السنة المهمة، وأن يتأثر رأسي وتركيزي، فتكون العاقبة سيئة، ووالدتي تضع أملا كبيرا علي، ولم أعد أستطيع، ولا أعرف ماذا أفعل؟ فهل بعد التوبة النهائية ـ بإذن الله ـ على أيديكم سترجع حالتي الصحية كما كانت؟ وهل التأثير على التفكير الذي قرأت عنه أيضا أنه يشبه إدمان المخدرات سيعود كما كان؟ وفي بعض الأوقات أحس أن توبتي بسبب الأمراض الصحية، وليست بسبب الخوف من الله، فيكون هذا سببا في عدم إعانة الله لي، وعودتي مرة أخرى، أعاني من هذا الأمر منذ 3 سنوات، وعندي إحساس بضعف المستوى العقلي والدراسي والديني، فكل ما أتوب أرجع ثانية في الوقت الذي لابد لي فيه من المذاكرة أرجع إلى هذا الفعل السيئ لدرجة أنني فكرت أنني عندما تثار شهوتي أفعل العادة السرية حتى أبتعد عن مشاهدة هذه الأفلام، أشعر أن دنياي وديني قد ضاعا، مع العلم أنه يقال علي من المتدينين وأحافظ على الصلاة في المسجد وصحبتي صحبة خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبلية في الدنيا والدين أساسها الذنوب، فإذا كان العبد تصيبه البلايا والمصائب، فليعلم أنه هو المتسبب فيها بمعصيته ومخالفته أمر ربه، فالواجب على هذا العبد أن يرجع إلى ربه عز وجل تائبا، وأن يتنصل من ذنبه وجنايته، ويلقي باللوم على نفسه، فإنها المتسببة فيما أصابه من شر، قال تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون {الروم:41}. وقال تبارك وتعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.
وعن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة.
ولابد من إخلاص التوبة لله، لا لجاه، ولا لتحصيل دنيا، وإنما لإرضاء الله، واستشعارا للتقصير في حقه، قال ابن القيم: وأما اتهام التوبة: فلأنها حق عليه، لا يتيقن أنه أدى هذا الحق على الوجه المطلوب منه، الذي ينبغي له أن يؤديه عليه فيخاف أنه ما وفاها حقها، وأنها لم تقبل منه، وأنه لم يبذل جهده في صحتها، وأنها توبة علة وهو لا يشعر بها، كتوبة أرباب الحوائج والإفلاس، والمحافظين على حاجاتهم ومنازلهم بين الناس، أو أنه تاب محافظة على حاله، فتاب للحال لا خوفا من ذي الجلال، أو أنه تاب طلبا للراحة من الكد في تحصيل الذنب، أو اتقاء ما يخافه على عرضه وماله ومنصبه، أو لضعف داعي المعصية في قلبه، وخمود نار شهوته، أو لمنافاة المعصية لما يطلبه من العلم والرزق، ونحو ذلك من العلل التي تقدح في كون التوبة خوفا من الله، وتعظيما له ولحرماته، وإجلالا له، وخشية من سقوط المنزلة عنده، وعن البعد والطرد عنه، والحجاب عن رؤية وجهه في الدار الآخرة، فهذه التوبة لون، وتوبة أصحاب العلل لون. اهـ.
وراجع في التخلص من ذلك الفتويين رقم: 7170، ورقم: 266086، وتوابعها.
فكرر التوبة ولا تيأس تجد الفرج ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 217858.
والله أعلم.