السؤال
سؤالي عن الخلل الذي يحدث في صلاة الجماعة؛ فأغلب الناس تصلي وتترك فجوة بينها وبين الذي بجانبها، وبالخصوص منهم الكبار، وعندما تتحدث إلى واحد منهم لا يأبه أن يلصق كعب رجله بالآخر، بل وينظر إليك بطريقة لا تعجبه! وهل عندما يتم تسوية الصف تتم من اليسار إلى اليمين أم من اليمين إلى اليسار؟
بعد الذي حدث لم أعد أتكلم إلى أحد لتسوية الصف؛ لأن صدري ضاق من كثرة الكلام.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتشرع تسوية الصف للصلاة، وقد بينا صفة ذلك بالفتوى رقم: 133942.
وإذا كان من يجاورك لم يسد الفرجة بينك وبينه، فينبغي الإمساك بيده أو الإشارة إليه حتى يقترب أكثر ويسد الخلل، وقد جاء الأمر بهذا في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله. وفي "عون المعبود" شرح سنن أبي داود: ولينوا؛ أي: كونوا لينين هينين منقادين بأيدي إخوانكم، أي: إذا أخذوا بها ليقدموكم أو يؤخروكم حتى يستوفي الصف لتنالوا فضل المعاونة على البر والتقوى. انتهى. والسنة أن تتراص الصفوف باتجاه موقف الإمام -لا على اليمين أو الشمال مطلقا-، كما بينا بالفتوى رقم: 243559.
ونوصيك بالصبر على تسوية الصفوف؛ فهو من الصبر على إقامة السنة، ويعزيك في ذلك أن هذا النفور موجود في الناس منذ قديم؛ ففي مسند أبي يعلى، ومصنف ابن أبي شيبة، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اعتدلوا في صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري" قال أنس: "لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدهم كأنه بغل شموس". ومعنى شموس: النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته، ذكره السيوطي في حاشيته على النسائي.
والله أعلم.