السؤال
هل ورد ما يشير إلى مصير بعض المخلوقات في الآخرة وخاصة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم في إشارات إيمانية مثل هدهد سليمان عليه السلام وكلب أصحاب الكهف وغيرها أم أن علم ذلك عند الله وحده؟ وجزاكم الله خيرا.
هل ورد ما يشير إلى مصير بعض المخلوقات في الآخرة وخاصة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم في إشارات إيمانية مثل هدهد سليمان عليه السلام وكلب أصحاب الكهف وغيرها أم أن علم ذلك عند الله وحده؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة أن البهائم تبعث وتحشر يوم القيامة للقصاص، وجاءت الآثار أنه بعد أن يقتص من بعضها لبعض يقول الله رب العزة: كوني ترابا، فتصير كذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وأما البهائم فجميعها يحشرها الله سبحانه كما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون [الأنعام:38]، وقال تعالى: وإذا الوحوش حشرت [التكوير:5]، وقال تعالى: ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير [الشورى:29] وحرف(إذا) إنما يكون لما يأتي لا محالة، والأحاديث في ذلك مشهورة، فإن الله عز وجل يوم القيامة يحشر البهائم ويقتص لبعضها من بعض ثم يقول لها: كوني ترابا فتصير ترابا، فيقول الكافر حينئذ: يا ليتني كنت ترابا [النبأ:40]، ومن قال إنها لا تحيا فهو مخطئ في ذلك أقبح خطأ، بل هو ضال أو كافر والله أعلم. انتهى.
وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن جرير عن أبي هريرة قال: ما من دابة ولا طائر إلا سيحشر يوم القيامة ثم يقتص لبعضها من بعض حتى يقتص للجلحاء من ذات القرن ثم يقال لها: كوني ترابا، فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا، وإن شئتم فاقرأوا: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون.
وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.
وهدهد سليمان وكلب أصحاب الكهف وغيرهما من أعيان الحيوانات التي ذكرت في القرآن لا نعلم لها مخصصا من الحكم السابق، بل تدخل فيه.
والله أعلم.