السؤال
ما الحكمة في القرآن عندما يتكلم الله عن نفسه بصيغه الجمع، في آيات كثيرة كما في هذه الآية: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون) سورة الحجر آيه:9.
وسؤالي الثاني هو: أن القرآن كلام الله قطعا. لكن هناك قصص كان يرويها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما في قصة فرعون المكررة كثيرا في قصص متشابهة، ومختلفة. هل الحديث الذي دار بين فرعون، والنبي موسى كما أشار إليه الله في القرآن، كان بنفس الصيغة، والبلاغة المتناهية المذكورة، أم كان كلاما عاديا. مثلا كما قال النبي إبراهيم لقومه: (لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين) سورة
الأنبياء آيه:54.
هل يعني أن الرب كان يسرد القصص كما حصلت بالضبط؟
وأيضا حواره سبحانه مع الشيطان في كل سورة بشكل مختلف، وبديع. مثلا ربنا قال: قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين. وأيضا قال سبحانه وتعالى: قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ...وآيات كثيرة غيرها.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ضمير "نحن" يستعمل في اللغة العربية للواحد المعظم نفسه، وهذا المعنى هو المراد في القرآن بحديث الله عن نفسه، ولا شك أن الله تعالى هو العظيم الكبير المتعال، ذو الكبرياء والعظمة.
وقد تستعمل (نحن) في اللغة أحيانا للتعبير عن الواحد الذي معه غيره من جنسه، وقد يراد بها الواحد الذي معه أعوانه وإن لم يكونوا من جنسه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومعلوم أن: (إنا) و (نحن) من المتشابه. فإنه يراد بها الواحد الذي معه غيره من جنسه، ويراد بها الواحد الذي معه أعوانه وإن لم يكونوا من جنسه، ويراد بها الواحد المعظم نفسه، الذي يقوم مقام من معه غيره؛ لتنوع أسمائه التي كل اسم منها يقوم مقام مسمى، فصار هذا متشابها؛ لأن اللفظ واحد، والمعنى متنوع. انتهى من مجموع الفتاوى.
ونكتفي بجواب سؤالك الأول، ونرحب بسؤالك الثاني في رسالة أخرى، التزاما بنظام الموقع من أن على السائل الاكتفاء بكتابة سؤال واحد فقط، وأن السؤال المتضمن عدة أسئلة، يجاب السائل على الأول منها فحسب.
والله أعلم.