السؤال
أنا شاب -والحمد لله- استقمت لله -عز وجل- وأقلعت عن المعاصي، لكن ذات يوم رأيت فتاة وضعت صورة مكتوب فيها "وتين"، وكاتبة: شريان قلب. أنا لم أكن أعلم أن هذه الكلمة مذكورة في القرآن فقلت لها: "وتين" من أين جئت بها شريان؟ وكلام فاضي. مع العلم أني والله لم أكن أعلم أنها في القرآن، ولم أقصد أن أستهزئ بكلام الله -عز وجل- أبدا، واستغفرت لما فعلت وقلت لها تسامحني.
سؤالي: هل ما فعلت يخرج من الملة (يعني كفر)؟ وهل يحبط أعمالي وما فعلت من حسنات؟ وهل يجب أن أغتسل وأقول الشهادتين من جديد؟
فعلتها بجهالة ولم أقصد أن أكون هكذا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك بالاستقامة، ونفيدك أنه لا يحصل الكفر بما ذكر؛ لأن جهلك بورود الكلمة في القرآن أو بمعناها لا يحصل به الارتداد ولا يفيد تنقصك للقرآن، وبناء عليه تعلم: أنه لا يلزمك تشهد ولا غسل، ولا سيما أنك لم تقصد الاستهزاء، وأن أهل العلم عدوا من شروط تكفير الشخص انتفاء الجهل، ومن الأدلة على هذا ما حصل لقوم موسى من قولهم لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فرد موسى قائلا -كما حكى الله تعالى عنه في سورة الأعراف-: إنكم قوم تجهلون. وكما حصل ذلك من بعض الصحابة حينما كانوا في طريقهم إلى غزوة حنين صحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففي سنن الترمذي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم.
ويدل له أيضا الحديث: كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا. فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه. ففعلت؛ فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك. فغفر له. رواه البخاري، ومسلم.
وراجع في معنى الكلمة الفتوى رقم: 124167.
والله أعلم.