إشارة المدرس لطالب على أهمية موضع للامتحان .. غش وظلم

0 103

السؤال

عندي امتحان في المدرسة في مادة القرآن الكريم ـ تقريبا 7 آيات ـ والآيات في الامتحان 4، فسألت المدرس، فقال لي ركز على الآية الأولى فهل يعد هذا من الغش؟ مع العلم أنني سوف أحفظ ـ إن شاء الله ـ ولن أغش من كتاب أو ورقة؟ وهل يجوز أن أطلب منه تحديد 5 آيات من 7 آيات, لكي أركز أكثر على الامتحان.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي للطالب أن يسأل عن الموضع الذي سيأتي فيه الاختبار، لأن ذلك طريق للغش، ويحرم على المدرس أن يبين له الموضع الذي سيختبر فيه، فهذا من الخيانة وتضييع الأمانة، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لا يحل للمدرسة أن تشير إلى موضع أسئلة الامتحان، سواء بتدريس المواضع التي تريد أن تأخذ منها الأسئلة، أو بالإشارة إلى ذلك، مثل أن تقول: هذا مهم، أو هذا غير مهم، المهم أنه لا يجوز أن تشير لا تصريحا ولا تلميحا إلى مواضع الأسئلة، وهي مؤتمنة على هذا. اهـ.

وكون الطالب سيحفظ الموضع الذي أخبره المدرس بأنه محل الاختبار، لا يغير من الأمر شيئا، فقد حصل الغش بمجرد الإخبار من المدرس بموضع السؤال، وترتب على ذلك أن الطالب لن يراجع جميع المقرر، بل سيكتفي بالموضع الذي علم أنه سيختبر فيه، أو ـ على أحسن الأحوال ـ يركز عليه أكثر، وهذا غش واضح وظلم لبقية الطلاب الذين لا يعلمون شيئا وسيراجعون جميع المقرر، كما أنه يتنافى مع الهدف من الدراسة، وفيه من الضرر على المجتمع الشيء الكثير.. وما ذكرناه من أحكام الغش ينطبق على القليل والكثير من المقرر، فلا يجوز للمدرس أن يحدد آية واحدة أو آيات معينة ـ بصرف النظر عن نسبتها في المقرر العام ـ ويخبر الطالب بأن الامتحان سيأتي فيها دون سواها، ولا يجوز للطالب أن يسعى في ذلك، لأنه سعي في أمر محرم، لكن إذا كان ثمة تحديد لجزء من المقرر بإذن وعلم من الإدارة أو ممن هو مخول بذلك، من باب تخفيف المقرر على الطلاب، فهذا لا بأس به، وراجع الفتوى رقم: 280213، وإحالاتها.

ونوصي الأخ الكريم بالاستعداد للامتحان بالمراجعة والجد والاجتهاد، مع الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، والابتعاد عن الغش وكل ما يؤدي إليه، ونسأل الله تعالى له التوفيق والنجاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة