السؤال
أحد أصدقائي يقوم بحرق كل شيء مكتوب عليه كلمات عربية مثل: ورقة البسكويت، وليس لوجود اسم من أسماء الله الحسنى إضافة إلى الآيات القرآنية وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، بحجة: أنها مكونة من أحرف عربية وهي الأحرف المكونة للقرآن الكريم، وهو يحرقها من أجل أن لا توطأ وهي على الأرض، وتجنبا لوجودها في سلة المهملات، فهل تصرفه صحيح؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن للحروف العربية حرمة ـ ولو لم يكتب بها القرآن والحديث، ونحوه ـ وإن كان الأصح أن الحرمة تتعلق بما يكون مكتوبا فيه ما يعظم شرعا كاسم الله أو القرآن ونحو ذلك، قال ابن حجر الهيتمي في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله أو اسم نبي له، يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد أو عيسى أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم. اهـ.
فلا دليل على وجوب احترام مجرد الاسم فضلا عن الحروف، وما يفعله صديقك بحسب ما وصفت لا يخفى ما فيه من العنت والمشقة، فالأولى به ترك ذلك حتى لا يفضي به هذا الأمر الى الوسوسة، والاشتغال به عن ما هو أجدر بالاهتمام به، وانظر للفائدة الفتويين رقم: 186893، ورقم: 107062.
والله أعلم.