وجوب الابتعاد عما يؤدي إلى سبّ الله أو دينه

0 149

السؤال

ذهبت لزيارة أهلي بعد تقريبا ثلاث سنوات ونصف من زواجي، وكان استقبالهم لي بالمشاكل، وهم يحبون الظلم، إخوتي سمعوا أن أختي تراسل رجالا أجانب، وهي تقول إنها مظلومة وغير صحيح هذا الكلام، وهم سهل عندهم سب الله، وأنا صدقت أختي، لكنهم لم يصدقوها، وبدؤوا بضربها ضربا شديدا وحبسها، وأنا دافعت عنها، وهم غاضبون، وأعلم أنهم عندما يغضبون يسبون الله، فكنت أستفزهم بالكلام دفاعا عن أختي أقول: ستخرج ولن تحبس، والخيار ليس لكم. وهم يقولون: لن تخرج. وأنا أقول: ستخرج بالغصب. واستفززتهم بالكلام، مع علمي بأنهم عند الغضب يسبون الله، فهل أكون راضية بالكفر وكان يجب علي السكوت؟ وزوج أختي تكلم كلاما بشرفي، وهذا أيضا سهل عنده سب الدين وسب الله، وغالب ظني إذا استفززته بالكلام سيسب الله والدين، وهو تكلم بشرفي فلم يصدقه أحد، لكن الكلام الذي قاله صحيح عني، لكن لا أحد يعرفه، أراد أن يفضحني فلم يصدقه أحد، فأرسلت له رسائل أشمت به وأضحك عليه وأستفزه، مع شكي بأن هذا رضا بالكفر، لأنه غالبا سيسب الله، فكانت نيتي أنه إذا كان استفزازي له رضا بالكفر فأنا لا أعلم الحكم، فأكون معذورة، وهو عندما أرسلت له هذه الرسائل أتذكر أنه أرسل لأختي بسببي كلاما فيه كفر، وأنا لم يكن مقصدي أن يسب الله، لكن أردت أن آخذ حقي، فهل كان يجب علي عدم استفزازهم؟ وهل كفرت؟ وهل إذا تمنى الإنسان لأحد الكفر لأنه يكرهه ويريد له أن يدخل جهنم هل يكون رضا بالكفر؟ وأنا مريضة بالوسواس القهري، وكل يوم يزيد عندي، وخائفة أن أكون وقعت بالكفر.
آسفة على الإطالة، وآسفة على الإزعاج، وأرجو الإجابة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يبتعد عما من شأنه أن يؤدي إلى سب الله تعالى أو دينه أو نحو ذلك، لقوله تعالى: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم {الأنعام:108}. وعلى المسلم أن يتمنى للناس الهداية والدخول في الإسلام وعدم مقارفة المعاصي.

وأما ما فعلته: فهو وإن كان خطأ لكنه ليس من الكفر، ولا يعد رضا بالكفر، وظنك أنه من الرضا بالكفر هو من جملة الوساوس التي أنت مصابة بها، وعلاج هذه الوساوس أن تعرضي عنها وألا تلتفتي إليها، بل جاهديها ما وسعك، واعلمي أنك بحمد الله على الإسلام، ولكن عليك أن تتجنبي ما ذكرنا من فعل ما يؤدي بغيرك إلى سب الله تعالى أو دينه أو نحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة