السؤال
هل ورد أن شهر رجب كان يسمى بالأصم؛ لأنه لم يسمع فيه حس قتال، ويقال رجم لأنه يرجم فيه الأعداء والشياطين حتى لا يؤذوا فيه الصالحين؟
وما صحة حديث الإمام السيوطي في الجامع الصغير عن ابن عساكر عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، ولية النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر) حديث رقم (3952)؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر غير واحد أن سبب تسمية العرب رجبا بالأصم أنه لا يسمع فيه صوت سلاح ولا حركة قتال؛ فقد قال الجوهري -رحمه الله- في الصحاح: وكان أهل الجاهلية يسمون رجبا شهر الله الاصم. قال الخليل: إنما سمى بذلك لأنه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث، ولا حركة قتال، ولا قعقعة سلاح، لأنه من الأشهر الحرم. انتهى. وقال المناوي -رحمه الله- في التيسير بشرح الجامع الصغير: (رجب) ويقال له الأصم؛ لأنهم كانوا يكفون فيه عن القتال، فلا يسمع فيه صوت سلاح. انتهى.
وأما تسمية شهر رجب بالرجم: فقد نقل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في رسالته (تبيين العجب بما ورد في شهر رجب) عن ابن دحية أن سبب تسميته بذلك أن الشياطين ترجم فيه.
وأما الحديث المسؤول عنه الذي أورده السيوطي -رحمه الله- في الجامع الصغير: فقد قال عنه الألباني -رحمه الله-: (موضوع). كما في ضعيف الجامع الصغير، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وذكر أن في سنده كذابين.
والله أعلم.