أصبت بكآبة وحزن شديدين بسبب إحدى الفتاوى عندكم، فقد كنت عاقدة العزم على نشر ديننا بأسرع الطرق وأيسرها لي كفتاة، لأن كثيرا من المتابعين لي في مواقع التواصل الاجتماعي من عرب وأجانب ينتظرون متى أنشر قصتي المصورة ـ رسوم كرتونية بشرية ـ والتي تحكي واقعنا كمسلمين وتحكي عن ديننا بشكل عام، وكنت على وشك أن أنشر شيئا يفيدني، لكنني أصبت بذعر وخوف من الفتاوى عندكم، فقد سبق وسألتكم عن حكم رسم القصص المصورة التي تعين على الدعوة ومكارم الأخلاق، فأجبتم بأنها بإذن الله جائزة، لأنها تنشر ديننا وتظهره بصورته الحقيقية، وفي فتوى رقم: 3127 أوضحم جوازها، ولكنها تتعارض مع الفتوى رقم: 117135، التي تقول إنه يجب فيها تجنب رسم ملامح الوجه أو محاكاة الواقع، وسؤالي هو: بدأت بكتابة قصص مصورة ـ أو ما يسمى بالمانجا، أو رسوم كرتونية بشرية، إذ إن الوجوه تحتوي على ملامح كاملة، وتكون الصورة كاملة الخلقة وكاملة الأعضاء بأسلوب الأنمي الذي لا يحاكي خلق الله البديع، حيث التفاصيل فيها بسيطة وليست مثل الحقيقة، وستنافس الأفلام الكرتونية والقصص المصورة اليابانية... فما هو حكم الرسوم الكرتونية البشرية واضحة الملامح وكاملة الخلقه وكاملة الأعضاء لغرض معتبر وهادف للقارئ كالدعوة ونشر الدين....؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تعارض بين الفتويين اللتين أشارت إليهما السائلة، فإن الثانية ملخصة من الأولى ومحالة عليها، وليس فيها من الزيادة إلا مثال لما يمكن أن يؤدي الغرض، ويكون أسلم وأبعد من المخالفات الشرعية حسب الإمكان، وهو: تجنب إيضاح ملامح الوجه أو محاكاة الواقع بدقة ـ ولا نرى كبير فرق بين هذا الوصف، وبين وصف السائلة للرسوم التي تريد عملها بقولها: التفاصيل فيها بسيطة وليست مثل الحقيقة ـ فإن ما ذكرناه من تجنب إيضاح ملامح الوجه، لا يعني عدمها بالكلية، وكذلك نفي الدقة في المحاكاة لا تنفي أصل المحاكاة، والمقصود هو التخفف من محاكاة الواقع بقدر المستطاع بحيث لا تكون الصورة طبق الأصل.

والخلاصة أن ما تريد السائلة القيام به: لا حرج فيه، على المفتى به في موقعنا.

والله أعلم.