السؤال
إذا مارست العادة السرية لأمنع نفسي عن النظر إلى المحرمات من أفلام وصور، وأنا متأكد أنني لو لم أفعلها سأقع في النظر، وأدعو الله أن يخلصني من العادة ويجنبني النظر، لكنني وقت ثوران الشهوة لا أجد أي سبيل إلا وأقوم به لأمتنع عن النظر، ولا يمنعني إلا العادة، فهل تجوز ممارستها لذلك؟ علما بأن رمضان قادم، وإن شاء الله سيمنعني عن العادة، وبالتالي أكون قد أنهيت معصيتين معا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا تحريم الاستمناء لأجل غض البصر في الفتوى رقم: 21573. وراجع في الفتوى رقم: 7170، كيفية التخلص من العادة السرية.
ولا تسوف التوبة إلى رمضان، فالتوبة واجبة على الفور، وقد استوقفنا قولك: متأكد أنني لو لم أفعلها... فما ذكرته يتنافى مع حسن الظن بالله، فنوصيك بحسن الظن بالله، وحسن التوكل عليه، والثقة به، فلو وثقت بالله، واستعنت به سلمت ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده {فاطر: 2}.
فسل الله بلسان صادق وقلب مخلص أن يتوب عليك، وهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وهو القائل سبحانه: وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم {الحجر:21}. والقائل: ومن يتق الله يجعل له مخرجا {الطلاق:2}.
وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء، فاستعن بالله، واقهر هواك في النظر إلى الحرام، وراجع في ذلك كلاما نفيسا لابن الجوزي بيناه في الفتوى رقم: 288403.
والله أعلم.