السؤال
أرجو أن توجهوني، ولا تحيلوني بسبب وسوستي.
في بعض الأحيان، أمر في مكان ضيق في سوق، لكي أشتري، وأجد أشخاصا يدخنون، ولا أستطيع أن أمر إلا إذا استنشقت.
فهل أترك المحل، وأذهب لمحل آخر كيلا أستنشق؟
أو إذا دخل علي أخي في غرفتي، وهو يدخن، واستنشقت بعضا من الدخان. فهل يبطل صيامي في هاتين الحالتين؟
ويقال إن له جرما. ما هو الجرم؟ وكيف يصل: هل عبر التثاؤب، أم بمجرد الشم، واستنشاق الرائحة؟
وكذلك إذا كان يوجد في البيت بخور، ودخان الطعام إذا كنت أساعد أمي في الطبخ. هل يبطل الصوم؟
أي بالمختصر كيف تكون هذه الأشياء مفطرة: هل بالاستنشاق، أم بالتثاؤب أم ماذا وكيف أتجنبها؟
أرجو التوضيح في المسألة والدقة، جزاكم الله خيرا، وعدم الإحالة، أثابكم الله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا استنشقت رائحة الدخان من صديقك، أو أخيك بدون قصد، ووصل حلقك، فصومك صحيح، ولا يفسد بما ذكرت، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 55455.
وكذلك البخور، فلا حرج فيها، إلا أن يستنشقها الصائم، وانظر الفتوى رقم: 140760.
وأما بخار قدر الطعام، أو غيره، فعند الشافعية لا يفسد الصيام باستنشاقها، ولوحصل ذلك عمدا؛ كما بينا بالفتوى رقم: 107799.
وما دمت موسوسا، فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بينا في الفتوى رقم: 181305.
ومن يفطر بشيء من ذلك من الفقهاء؛ فإنه لا يفطر بمجرد شمه، وإنما باستنشاقه، أي باستدعاء الدخان، أو البخور إلى الأنف حتى يصل الجرم (جسم المستنشق كأجزاء البخور..) إلى الحلق.
وعلى هذا؛ فالأمر واسع، فإنما عليك ألا تتعمد استنشاق ذلك.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة. وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي، ثقة. ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.