السؤال
قد ابتلينا في هذا الزمان بكثير مما تسمى أعيادا، والتي صدرها الكفار للمسلمين، فصار المسلمون أحرص عليها كعيد الأم، وعيد الميلاد وغيرهما.
فسؤالي: هل لي أن أمتنع عن تهنئة أمي بعيد الأم؛ لأنه من البدع، علما بأنني أجد في صدر أمي شيئا، تأثرا بغيرها من النساء اللاتي يحضر لهن أبناؤهن الهدايا. وعندما أناقشها تقول إنه ليس احتفالا، بل مجرد ذكرى للتكريم بقول: كل عام وأنت بخير، وإحضار هدية رمزية. وكل عام تتجدد معاناتي، وأخاف أن أفعل، فأساير الكفار، وأخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أمي تجدني غير بار بها، ولا أقدر صنعها بسبب موقفي ذلك؟
وأيضا ما حكم قول: كل عام وأنتم إلى الله أقرب، في أعياد الميلاد، علما أيضا أن الأصدقاء يغضبون بسبب عدم التهنئة، ويجدونها نوعا من الكره، والإهمال، وأرجو توجيه كلمة لبعض المسلمين الذين بلغت أعمارهم كذا وكذا وهم يفرحون كلما اقتربوا من نهاية العام؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسال الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على بر أمك، وأن يرزقك رضاها بما يوصلك إلى مرضاة الله تعالى. وقد سبق أن بينا أن الاحتفال بعيد الأم، غير مشروع، وذلك في الفتوى رقم: 2659.
ولعل أمك لو رأت منك البر طوال العام والإحسان، والدعاء لها، لما انشغل بالها بما يسمى عيد الأم، فاحرص على ذلك، وابذل غاية وسعك في بلوغ رضاها وفق ما شرع الله.
وراجع أقوال العلماء في أعياد الميلاد بالفتوى رقم: 264361.
وقد بينا بالفتوى رقم: 165591 الواجب تجاه التقاليد، والأعراف المخالفة للشرع؛ فالزم الشرع، ولا تعبأ بغير ذلك.
وننصح من تقادم سنه، وتكاثر عمره، بأن يستعتب قبل فوات الأوان، وأن يحذر من الغفلة؛ قال سبحانه: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم {الأنبياء: 1-3}
وراجع الفتوى رقم: 170115.
والله أعلم.